أحمد التايب

العالم فى رحاب ترامب اللامتوقّع.. ومتغيرات الواقع فى 2025

الخميس، 21 نوفمبر 2024 12:22 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

الكل ينتظر ترامب بعد زيادة حدة التوترات السياسية والاقتصادية التي تقود العالم نحو الهاوية، خاصة بعد أن تحدث عن السلام وإنهاء الحروب حتى قبل وصوله البيت الأبيض، صحيح الفترة الثانية لحكم ترامب، ستكون يده طليقة، خصوصاً وقد سيطر حزبه الجمهوري على الكونجرس ككل.

لكن السؤال الكبير.. كيف  سيكون حال العالم مع ترامب اللامتوقّع؟

أعتقد أن الأمور لن تكون سهلة كما صرح ترامب، لأنه ماذا سيفعل في أوكرانيا، وهو الذي صرّح بأنه قد ينهي الحرب في يوم واحد، وها وهو بايدن يسمح لأوكرانيا باستخدام أسلحة بعيدة المدى، ما جعل موسكو تهدد بحرب نووية وبالفعل عدلت عقيدتها النووية، صحيح كان الحديث عن مشروع الحلّ للحرب الأوكرانيّة يبدأ بمنطقة منزوعة السلاح على طول 1000 كلم لكنها محصّنة وبشكل لا يمكن اختراقها من قبل القوات الروسيّة، وتحتفظ روسيا بالأرض التي احتلتها، وهي تقارب الـ20 في المائة من مساحة أوكرانيا، مع تطمين روسيا بالحياد الأوكراني والوعد بعدم الانضمام إلى حلف الناتو سوى بعد مرور 20 سنة، وبالتالي فإن تصرف إدارة بايدن قد تنسف تلك التوقعات والآمال بشأن هذه الحرب.

ليأتى سؤال آخر .. ماذا سيفعل ترامب حيال الحرب في الشرق الأوسط؟

أعتقد - قبل الإجابة - أنه يجب علينا أن نتذكر أن ترامب هو من نقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس، واعترف بسيادة إسرائيل على الجولان، وهو الذي اغتال قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليمانيّ، وانسحب من الاتفاق النووي مع طهران.

صحيح الشرق الأوسط الآن مختلف عما كان عليه عام 2020 في ظل تحالف روسيا مع إيران، وفى ظل حدوث متغيرات بشأن العلاقات الإيرانية مع دول المنطقة وعلى رأسها السعودية، لذا فإن التحدى بات أكبر وأخطر عن ما كانت عليه الأمور 2016، وإنهاء الحرب بالشروط الإسرائيلية صعب المنال.

لنأتى إلى سؤال ثالث، وهو ماذا سيفعل ترامب مع توسع الصين ونفوذها في العالم خاصة في أفريقيا وفي الشرق الأوسط، وبعد أن أصبحت الصين المنافس الأساسي للولايات المتحدة عسكرياً وتكنولوجياً وجيوسياسيّاً وفي كلّ المجالات، وبعد أن أصبحت الصين تمتلك أكبر أسطول بحري في العالم  وهى التي بدأت جديا في السعي لإعادة جزيرة تايوان، خاصة أن الكل يعلم أنه إذا سقطت تايوان ستفتح كلّ البحار في العالم للبحريّة الصينية، الأمر الذي سيغيّر صورة النظام العالمي الحالي جذريّاً.

لذلك، فإن الإجابة عن كل هذه التساؤلات لا تحمل خيرا كثيرا للعالم ، ولا تمثل بوادر أمل لعودة الاستقرار للعالم فى ظل التنافس المحتدم بين القوى العظمى،  وفى ظل سقوط المجتمع الدولى أخلاقيا أمام العالم كله.

لنصل فى النهاية.. هل فعلاً ستكون الولايات المتحدة عظيمة كما يريدها ترامب..؟

قولا واحدا، إنه فى ظل هذه المتغيرات والتوترات لا أظن،  وهو ما سنسعى إلى تسليط الضوء عليه فى مقال آخر، لأن المتتبع لتشكيل فريق عمل ترامب يكتشف تناقضات بين تصريحاته ووعوده الانتخابية وبين طبيعة الاختيارات..


 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة