لاشك أن تصريحات الحكومة الإسرائيلية المتطرفة بشأن إعلان الضم في الضفة الغربية أو فرض السيادة الإسرائيلية ليس بجديد وإنما هو مخطط يستهدف السيطرة على كامل الأرض الفلسطينية، وبمثابة إعادة مسار القضية الفلسطينية إلى عام 1947، ليصبح إعلان مخططات ضم غزة والضفة والقدس لم يعد في الخفاء أو حتى في إطار الخداع وإنما بات علانيا في حالة من التبجح الكبير من قبل الصهاينة ومن يؤمن بمشروعهم الصهيوني.
لذا، فالمتتبع لما يحدث ومحاولة نتنياهو استغلال وتوظيف المرحلة الانتقالية في الولايات المتحدة انتظارا لوصول ترامب، سواء بالعمل على مواصلة القصف والقتل والتدمير الممنهج واتباع سياسة الأرض المحروقة وفرض أمر واقع، يجد أن إسرائيل تعتقد أن مجيئ ترامب هو المخلص لها والمنفذ لمشروعها.
فلما لا وفترة ترامب الأولى كانت بمثابة فترة ذهبية لهؤلاء المتطرفين، حيث تزايد الاستيطان، وانتقلت سفارة الكيان إلى القدس لتأكيد انعدام الوجود الفلسطيني على كامل الأرض التاريخية لفلسطين، وكذلك إعلان السيادة على الجولان السورى، ما شجع إلى الدعوة إلى ضم الأراضى الفلسطينية، أو السماح للمستوطنين باغتصاب الأراضى.
والخطر الذى يجب علينا تداركه، أن كل هذا يحدث بمباركة دولية، أو على الأقل في ظل عجز للمجتمع الدولى الذى رفع الراية البيضاء للكيان على أنه كيان فوق القانون وغير خاضع للحساب والعقاب.
لذا، علينا أن نحذر هذا الخداع الاستراتيجي وأن يكون إعلان الحق مقابل إعلان الأرض، فحق الفلسطيينيين تاريخى ولا أحد يستطيع إنكاره، وهذا لا يتحقق إلا بالوحدة ولا مسار غير الوحدة والاصطفاف والاستعداد بعيدا عن مسارات الأنسنة وسياسات الخداع بأنواعها.