يصدر قريبا عن دار خطوط وظلال طبعة عربية من كتاب مذكرات ما وراء القبر للكاتب الفرنسي الشهير شاتوبريان بترجمة صبحى قدورى وهو كتاب يروى فيه الكاتب الفرنسي أسرار عصره.
يقول الفيلسوف الأديب الفرنسي الشهير "جان دورميسون" عن “شاتوبريان” وروايته: “على أنقاض حياته الحقيقية وفشلها بنى شاتوبريان حياة أخرى خيالية، حالمة، جميلة. صحيح أنه ارتكز على الأحداث الواقعية التي عاشها لكي يكتب مذكّراته ولكنه حورها وزينها لكي تصبح كما يحب أن تكون لا كما كانت في الواقع. ومن خلال سرده لحياته الشخصية راح يسرد الحياة التاريخية والسياسية لعصر بأسره: أي عصر الثورة الفرنسية والملحمة الإمبراطورية لنابليون بونابرت. وجمع المؤلّف في مذكّراته هذه بين أعمق التحليلات وأكثرها نفاذاً من جهة، والرؤى الاستشرافية النبوئية والذكاء الحاد من جهة أخرى، وهكذا حلق شاتوبريان عالياً حتى وصل إلى الذروة التي لا ذروة بعدها. وقد ألف بذلك واحداً من أهم الكتب في تاريخنا الأدبي بل والتاريخ الكوني ككل".
شاتوبريان كاتب فرنسي زار أمريكا وأقام في إنجلترا، حيث نشر أول كتبه «مقال تاريخي وسياسي وخلقي عن الثورات» 1797، و«أتلا» 1801، و«درينية» 1802، حقق له الأخير شهرة واسعة جعلته أعظم كتاب عصره، عينه نابليون أميناً للسفارة التي بعث بها إلى إيطاليا 1803، ولكنه استقال من منصبه 1804 ظل يشغل مناصب سياسية أخرى حتى 1830، عندما ترك السياسة وانصرف إلى الأدب كتب «الشهداء» 1809 التي صور فيها انتصار المسيحية على الوثنية، وكتب «رحلة من باريس إلى بيت المقدس» 1811، وأنهى حياته بكتابة «مذكرات ما وراء القبر» 1849، ويعتبر شاتوبريان زعيم المدرسة الرومانسية في الأدب الفرنسي، ويعزى إليه الفضل في إثراء تطور النثر الفني.