في ظل ما يحدث في سوريا وبعد سقوط نظام الأسد، هناك قوى دولية وإقليمية تسعى إلى هندسة ما يحدث لحساب مصالحها، ونموذجا إسرائيل التى تتربص بقوة وتسعى لتنفيذ مخططاتها وتحقيق أطماعها في ظل حكومة متطرفة يقودها مجرم حرب بقرار من المحكمة الجنائية، وهذا ما تؤكده الأفعال الإسرائيلية من قصف وخرق للسيادة السورية بالتدخل والتوسع في احتلال مرتفعات الجولان وخرق اتفاقية فض الاشتباك واحتلال المنطقة العازلة، والأخطر تدمير الجيش السورى مع مواصلة شن الغارات الجوية على الأراضى السورية.
وهو ما يستوجب دق ناقوس خطر، في ظل انشغال السوريين بما يدور، وكذلك المجتمع الدولى، وعلى سبيل المثال، تصريحات نتنياهو التى تؤكد أن مرتفعات الجولان أصبحت جزءاً لا يتجزأ من “إسرائيل” وستظل كذلك إلى الأبد ولن ينسحب منها مطلقاً، خاصة بعد الاستيلاء على قمة جبل الشيخ الاستراتيجية الواقعة على الناحية السورية من مرتفعات الجولان، واحتلال المنطقة منزوعة السلاح والإعلان عن إنهاء اتفاقية فضّ الاشتباك الموقّعة عام 1974 من جانب واحد، رغم أنها أبرمت بوساطة أمريكية قام بها هنري كيسنجر، واحتلّت كذلك مدينة القنيطرة.
ناهيك، عن رغبة الولايات المتحدة في التعامل مع الفصائل والحديث عن احتمالية رفع هيئة تحرير الشام من قوائم الإرهاب، وعلاقة تل أبيب ببعض الفصائل حتى قبل سقوط نظام الأسد، كل هذا يجعلنا ننتبه إلى الأطماع الإسرائيلية التي قد تؤدى إلى عرقلة أي حل سياسى أو سعيها لتعقيد الأمور، واستغلال ما يحدث في تطبيع جديد في ظل المتغيرات الجديدة التى تحدث على الأرض.
غير أن الخطر الحقيقى يكمن فى فراغ السلطة الذى يؤدى – قطعا - إلى تفاقم التوترات المتصاعدة بالفعل في المنطقة، وتهيئة الظروف للتنظيمات الإرهابية للعودة من جديد وتصبح سوريا قاعدة للإرهاب ما يهدد المنطقة بأكملها
لذا، من المهم أن يتنبه السوريون وأن لا يتم التعويل على الدول التي تغيرت مصالحها ورأت في التخلص من النظام تحقيقاً لمصالحها، وبالتالي تريد أن تبني سوريا على مقاس مصالحها، لا على مقاس مصلحة الشعب السورى.
أخيرا.. ستبقى سوريا للسوريين وللعرب أيضاً، ومن واجب الأمة العربية والإسلامية مساندة سوريا كي لا تسقط في لعبة أطماع الخارج وتظل قطعة من الوجدان العربي..
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة