في ظل التطورات السريعة والمتلاحقة في سوريا، وسط تعقيدات سياسية مركبة وحسابات دولية، وأطماع إقليمية، وتنافس للقوى العظمى على قدرات ومقدرات السوريين، يعول الجميع على إدراك الشعب السورى خطورة ما يجرى والإسراع نحو الوحدة والاصطفاف والمصالحة بين المكونات والأطياف.
نعم القدرة على التوحد، والحفاظ على مؤسسات الدولة الوطنية، وكشف مخططات العدو الإسرائيلى، خيار لابد منه في ظل معركة البقاء، في ظل تنامى أطماع الاحتلال الإسرائيلي بالتوسع في احتلال الأراضى السورية، خلاف حسابات تركيا والولايات المتحدة في بسط النفوذ وتحقيق المصالح بالسعى نحو فرض واقع جديد بزعم حماية الحدود ومحاربة الإرهاب.
فاستغلال إسرائيل للأوضاع السورية والقيام باستهداف القوات البحرية والجوية والدفاع الجوي ومخازن أسلحة وذخيرة، تحرم الشعب السوري من جيشه الوطنى، أو على الأقل تضع الحكومة الجديدة، أمام خيارين لا ثالث لهما، إما الانتظار سنوات طوال لإعادة تأسيس الجيش على قواعد وطنية وليس طائفية فتمتد المعاناة وتنتهك السيادة، أو ترك البلد تحت فصائل متعددة تحكمها الطائفية والعرقية فيحدث التصنيف والتقسيم.
وهو ما يجب أن يعلمه السوريون، ويعلمون أيضا أن إسرائيل تعد المستفيد الأكبر مما جرى في سوريا وما شهدته من تطورات، فقد تخلصت من عدة عصافير بضربة واحدة، وفقًا لحساباتها، فقد اختفى النفوذ الإيراني هاجسها الأكبر بعد سقوط نظام بشار، وكذلك اختفاء عناصر حزب الله اللبناني من الساحة السورية، وتدمير الجيش الوطنى السورى، وبهذا باتت تتحكم في أرض وسماء.
لذا، عدم الانتباه يؤدى - قطعا - إلى شروخ وتصدعات مريعة ومروعة، وهو ما يضع الحكومة السورية الجديدة أمام خيار لا مفر منه، وهو أن تحدد موقفا وطنيا بعيدا عن الارتماء في أحضان أطراف ودول ستجعلها تتحمل دفع فواتير لا قِبل لها بها، كما حدث سابقًا، وحوّل البلاد لساحة صراع قوى نال من سيادتها ووحدة أراضيها، وأن تبدأ في فتح صفحة جديدة، عمادها الوحدة الوطنية وتقوية مناعة الدولة ومؤسساتها الوطنية، ما يستدعي وقوف الجميع إلى جانبها والقيام الكل بمسئولياته الأخلاقية تجاهها .. حفظ الله سوريا وأدام عليها البقاء..
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة