أحمد إبراهيم الشريف

مصر وقوائم التراث فى اليونسكو

الخميس، 05 ديسمبر 2024 09:33 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تمتلك مصر تاريخًا حافًلا من التراث المادى وغير المادى، وأمس كان يومًا طيبًا ومباركًا، فقد استطعنا تسجيل "الحناء" كتراث عربى مشترك فى قوائم التراث غير المادى، كما تم تسجيل "آلة السمسمية" فى ملف مشترك مع المملكة العربية السعودية، بما يكشف أن تراثنا غنى، وعلى رأى الدكتور مصطفى جاد "لو كان مسموحا بتسجيل عنصر شعبى مصرى على قائمة اليونسكو كل يوم.. فسنجد آلاف العناصر الجاهزة لدينا والتى تستحق التسجيل".

بداية أحب أن أوجه تحية شكر للدكتورة نهلة إمام، مستشار وزير الثقافة لشئون التراث الثقافى اللا مادى، وعضو لجنة التقييم الدولى بمنظمة اليونسكو، على مجهوداتها ونشاطها الذى يؤتى ثماره الآن، وقد أثبتت الدورة الحالية للجنة اليونسكو للتراث الثقافى غير المادى المنعقدة فى مدينة أسنسيون عاصمة باراجواى، أن الدكتورة نهلة إمام تواصل نجاحاتها لصالح تراثنا العظيم بإخلاص كبير وفهم واضح لتقديم الملفات والدفاع عنها.

أما عن سعادتي بتسجيل تراثنا بقوائم اليونسكو، فيرجع ذلك لكون هذا التسجيل يعكس تقديرنا "نحن" لهذا التراث، ففكرة أن نسعى ونقدم ملفًا نقنع به القائمين في اللجنة لهو دليل على أن هذا التراث يمثل لنا "نحن" قبل الآخرين قيمةً، وهذه نقطة جوهرية لا تستهينوا بها، لأنه إن لم نهتم "نحن" ولم نسع للحفاظ على تراثنا الذي هو "هويتنا"، فإن المنظمات الدولية مهما حاولت أن تساعدنا لن تستطيع أن تفعل شيئًا.

وثانى الأشياء أنه علينا أن ندرك أن كثيرًا من الدول تسعى جاهدة لسرقة تراثنا، وإن لم نهتم فلن نلوم إلا أنفسنا في النهاية، ومن هنا أسعد كلما سجلنا "تراثًا" ودفعنا العالم للاعتراف به، لأن ذلك معناه أنه يقضي على مخططات دول مثل إسرائيل تسعى لسرقة التراث المصري وتعمل على ذلك بخطة ومنهج.

كما أن دخول عناصر تراثية في قائمة اليونسكو يعمل بشكل لا إرادي على بث الروح في هذا التراث، فنعود مرة أخرى للاهتمام به وتقديمه والاحتفاء به، لأننا ندرك بشكل ملحوظ أنه أصبح جزءًا من هويتنا، وأنه معبر عنا بصورة أو بأخرى.

أنا أعرف أن مصر لديها الكثير والكثير الذي يستحق أن يسجل في قوائم التراث العالمي، فليت النشاط الذي نحن فيه يستمر وأن نقدم كل مرة تقدم جديدًا، فنسعد ونحتفل بأننا أصحاب ثقافة وتراث وحضارة، وهو ما يليق بنا بالفعل.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة