في ظل حرب الاحتلال على مدن قطاع غزة وشن أعمال إبادة جماعية لشعب القطاع بهدف الانتقام من عملية طوفان الأقصى وتنفيذا لاستراتيجية التهجير القسرى لسكانه، هناك حرب أخرى تشن من قبل المستوطنين الإسرائيليين على الفلاح الفلسطيني خاصة على أشجار زيتونه.
نعم حرب على الفلاح الفلسطيني من قبل مستوطنين تم تسليحهم أمام أعين العالم كله، ليعبثوا في الأرض والحرث، فها هم يقتلعون أشجار الزيتون يمنعونه من الخروج ومن الذهاب إلى حقله يدمرون محصوله ويخربون حياته ويستفزونه بأبشع الاستفزازات ليخرجونه من صلب أرضه.
ناهيك عن التوسع في القيود الإسرائيلية التمييزية على وصول الفلسطينيين إلى أراضيهم الزراعية وحقوقهم في المياه وبخاصة في وادي الأردن بغرض ضرب قطاع الزراعة بالسيطرة على المصادر المائية.
لذلك، تستغل قوات الاحتلال والمستوطنين ما يحدث في غزة على تدمير البنية التحتية للزراعة عبر شق الشوارع بين المستوطنات، بما تبعه من اقتلاع الأشجار، والتعمد على إلقاء نفايات المستوطنات في الأرض الزراعية الفلسطينية بهدف انتشار الأمراض والآفات.
لذا، ندق ناقوس خطر، بأن سياسة قلع وتجريف الأشجار التي بدأت منذ 1967 مستمرة حتى الآن بل ازدادت وتوسعت لاقتلاع مئات الآلاف من أشجار الزيتون في مدينة نابلس والضفة الغربية.. خاصة أن أشجار الزيتون ترمز إلى ارتباط الفلسطينيين بأرضهم.
ولمن لا يعلم، سبب حرب إسرائيل على أشجار الزيتون، ببساطة أشجار الزيتون تمتلك قدرة على مقاومة الجفاف والنمو في ظل ظروف التربة السيئة، ما يجعلها تمثل المقاومة الفلسطينية والصمود، غير أنها تعيش وتثمر منذ آلاف السنين وهي علامة تشير إلى التاريخ الفلسطيني واستمراريته على الأرض، والتي يعود تاريخ هذه الأشجار إلى 4000 عام، ما يحمل موسم قطف الزيتون في شهر أكتوبر معنى اجتماعيا وثقافيا وتاريخيا ورمزيا..
وأخيرا.. نستطيع القول، إن إسرائيل تستمثر في حربها على غزة، بإطلاق المستوطنين بالقضاء على تاريخ الفلاح الفلسطيني وتدمير أعظم ما يمتلكه من أشجار الزيتون ليس لأضرار اقتصادية وإنما لطمس الهوية واقتلاع كل ما يرمز إلى تاريخهم وأحقيتهم في أرضهم ..
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة