مؤكد أن زيارة الرئيس التركى رجب طيب أردوغان للقاهرة تأتى فى وقت مهم ومناسب للغاية ولها مدلولات عدة ومؤشرات مستقبلة مهمة في ظل التطور المتلاحق في مسار العلاقات الممتدة عبر التاريخ، وبالتالى فإن هذه الزيارة سيكون لها الكثير من الانعكاسات على مستوى العلاقات الثنائية بين البلدين والاستراتيجية بالنظر لحاجة الإقليم إلى أكبر قدر من التعاون أكثر من المواجهة، لذا فإن الزيارة تحمل معانٍ كثيرة وتمثل نقلة نوعية في ظل ما يدور في الإقليم من صراعات وفى ظل حرب غزة والتخوف من اتساع دائرة الحرب.
لذلك، أعتقد أن الدولتين لديهما هذا الإدراك وتهتمان بتعزيز التعاون من أجل الحفاظ على الاستقرار في هذه المنطقة المشتعلة، وسيكون التقارب المصري التركي أحد دعائم استقرار الإقليم الذى أصبح على فوهة بركان الآن فهى تأتى في وقيت مناسب، وستكون خطوة رئيسية في دعم الاستقرار ومحاولة الوصول إلى بعض الحلول لموضوعات أصبح شبه مزمنة في المنطقة.
ومؤكد أن مصر وتركيا لديهما من الإدراك على تجاوز بعض الخلافات إن كانت لا تهدد الأمن القومي لأي منهما وهذا هو المنهج الذي ستسير عليه الدولتان خلال المرحلة المقبلة، خاصة أن البلدين لديهما ثقل استراتيجي فى المنطقة وبالتالى فإن وجهات النظر المصرية-التركية من شأنها أن تولد قوة دفع نحو إيجاد حل لكثير من الملفات وعلى رأسها الحرب فى غزة.
وأيا كان الأمر، فمن المؤكد أيضا أن زيارة أردوغان للقاهرة سيكون لها انعكاسات واسعة على أمن المنطقة، بالنظر إلى البعد الاستراتيجي للدولتين وثقلهما في الإقليم، في وقت تتصاعد فيه المخاوف من اتساع دائرة الصراع، سواءً ما يحدث في غزة، أو ما يدور في السودان، أو الأزمة الليبية وقضية ترسيم الحدود البحرية وملف الطاقة بالبحر المتوسط.