ما أحوجنا في هذه الأيام وفى ظل ظروف تحتاج منا جميعا إلى التسارع إلى سبيل الخيرات والأفعال الطيبة التي فيها النفع للمحتاجين والمعوزين، وفى ظل حرب طالت أمدها وأشقائنا في فلسطين يعانون ويقامون احتلال غاشم قاتل للأطفال والنساء لا يعرف الإنسانية ولا حرمة الدم ولا يراعى الأخلاق ولا الحرمات، ما يستوجب منا جميعا لاستغلال بركات ونفحات ليلة النصف من شعبان بالإكثار من الطاعات والقربات بأنواعها في شهر مبارك ترفع فيها الأعمال إلى الله تعالى.
فما أجمل أن نستغل نفحات ليلة النّصف من شعبان بالدّعاء والابتهال إلى الله تعالى بدفع البلاء، فقد روى عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إنه قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ لَيَطَّلِعُ فِي لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَيَغْفِرُ لِجَمِيعِ خَلْقِهِ إِلَّا لِمُشْرِكٍ أَوْ مُشَاحِنٍ"، وقد قال الإمام الشافعى رحمه الله في كتاب الأم " إنَّ الدُّعَاءَ يُسْتَجَابُ فِي خَمْسِ لَيَالٍ فِي لَيْلَةِ الْجُمُعَةِ، وَلَيْلَةِ الْأَضْحَى، وَلَيْلَةِ الْفِطْرِ، وَأَوَّلِ لَيْلَةٍ مِنْ رَجَبٍ، وَلَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَان"
نعم، يجب الاستفادة من فضل ليلة النصف من شعبان ومن دروس تحويل القبلة، بأن نتحول من التشدد إلى الرحمة والتسامح، ومن الشقاق والخلاف للوحدة والتكاتف والتضامن، وأن تعود العلاقات والصلات الطيبة بين المتخاصمين والمتنازعين، وأن يعم الصفاء والوئام والتسامح بين الناس لنستقبل رمضان المعظم ونحن مستعدون تماما لهذا الشهر الذى ننتظره جميعا كل عام بفارغ الصبر ليغفر الله ذنوبنا وينعم علينا من فضله وبركاته وخيراته.
وأخيرا.. علينا أن نعلم نفحات الليلة المباركة تبعث في النفس مزيدا من العزيمة والإصرار الأمل بأن الصعاب والأزمات مهما قست وتمادت فإنها الى زوال والفرج بنصر الله آتٍ لا محالة، إيمانا بما بشر الله تعالى"فإن مع العسر يسراً إن مع العسر يسرا".. فاللهم نصرا قريبا لأشقائنا في فلسطين ..