سعيد الشحات يكتب: ذات يوم..26 فبراير 2007.. وفاة الفنان محمد حمام الذي غني للمقاومة و"بيوت السويس" بعد هزيمة 1967 وعاش فقيرا ومات فقيرا

الإثنين، 26 فبراير 2024 01:05 م
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم..26 فبراير 2007.. وفاة الفنان محمد حمام الذي غني للمقاومة و"بيوت السويس" بعد هزيمة 1967 وعاش فقيرا  ومات فقيرا الفنان محمد حمام

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أطل الموسيقار محمد الموجي علي الجمهور في سينما "قصر النيل" عام 1968، قائلا: "كما هي العادة، ومن هواياتي في رعاية البراعم الجديدة وتقديمها، وكما قدمت أصواتا جديدة، أقدم لكم اليوم صوتا جديدا، صوت بلدنا الأستاذ محمد حمام، وخرج "حمام" إلي الجمهور ومن شدة ارتباكه وخوفه في تلك الحفلة، وضع يده في جيوبه وهو يغني أمام الجمهور العريض"، حسبما يذكر "زياد عساف" في كتابه " المنسي في الغناء العربي".
 
كان الصوت الجديد جنوبيا، يصفه "عساف" قائلا: "صاحب صوت يمتاز بالعمق والحنين، يحمل في ثناياه روح وجمال الفن النوبي وناسه الذين ينتمي إليهم، وهم أهل النوبة في "أسوان"، ويذكر الناقد رجاء النقاش في مقاله "كلمات في الفن" بمجلة الكواكب، عدد 863، 13 فبراير 1968:"منذ استمعت إليه في مكتبي وأنا أؤمن به، أؤمن بأنه واحد من ألمع فناني الغد، أؤمن بأنه صوت سوف يأسر القلوب ويخطف الأسماع، أؤمن بأنه موهبة نادرة خرجت من أرضنا في الصعيد، وسوف تتألق وتعطينا كثيرا من الفن الحلو الجميل، أؤمن بأنه صوت قوي وجميل وحساس وهي صفات ثلاثة لا تجتمع بسهولة لصوت واحد"، يضيف النقاش: "هل أكون مخطئا عندما أقول أن محمد حمام هو مطرب عام 1968، وسوف يصعد إلي الصف الأول من المطربين ذوي الأصوات الجميلة الأصيلة، وسيكون حدثا فنيا جديدا يهز الأوساط الفنية في كل الوطن العربي"، ودعا "النقاش" إلي الاحتفال بصوت محمد حمام بأن نستمع إليه، فهذا أفضل ما يتمناه أي فنان موهوب. 
 
ولد محمد حمام يوم 4 نوفمبر 1935 بحي بولاق لأسرة أسوانية عاد معها إلي أسوان وهو طفلا، ثم عاد إلي القاهرة مرة ثانية، وحسب زياد عساف:" درس بكلية الفنون الجميلة قسم هندسة العمارة، ودخل السجن في حملة القبض علي الشيوعيين عام 1959"، والتقي في السجن بالفنان والصحفي حسين فؤاد الذي سبق واستمع إليه يؤدي الأغاني النوبية بالكلية، وقدمه فؤاد بدوره للأوساط الفنية بعد خروجه من السجن".
 
اختار "حمام" الغناء للناس والوطن وللجنود علي جبهة القتال ضد إسرائيل بعد نكسة 5 يونية 1967، واشتهر بأغنية "يابيوت السويس..يابيوت مدينتي.. استشهد تحتك وتعيشي انتي"، كلمات، عبدالرحمن الأبنودي، وتلحين إبراهيم رجب، وكانت أثناء حرب الاستنزاف التي خاضها جيشنا ضد إسرائيل بعد نكسة 5 يونية 1967 وحتي أغسطس 1970، ويروي هو بعضا من ذكرياته في هذا الجانب لجريدة "الشرق الأوسط ،عام 2002"، مشيرا إلي أن القوات المسلحة نظمت سنة 1968 معسكرات تدريب للمقاومة الشعبية، فذهب إليها وتدرب علي حمل السلاح، وبدأ يغني في الجبهة :"كنت أغني في الخنادق، واشتهرت أغنية "يابيوت السويس" بين الجنود، وغنيت أمام  اللواء عبدالمنعم واصل "قائد اللواء 14 مدرع"، واللواء تحسين شنن رئيس أركان الفرقة المدرعة بالجبهة الشرقية، واللواء فؤاد عزيز غالي، رئيس عمليات الفرقة الثانية مشاه، لكن المهم أنني غنيت للعساكر المصريين الذي أعادوا كرامة مصر فيما بعد".
 
انضم "محمد حمام" إلي فرقة "أولاد الأرض" التي كونها "كابتن غزالي" في السويس بعد نكسة 5 يونية، من شباب المقاومة الشعبية بالمدينة بين الثامنة عشر والثلاثين من العمر، حسب "حسين العشي" في كتابه "سنوات الحب والحرب"، مؤكدا، أن حمام كان من أعضاء الفرقة التي ضمت عبدالرحمن الأبنودي وكان مقيما بصفة شبه دائمة خلال سنوات الحرب بالسويس والملحنين إبراهيم رجب، وحسن نشأت والشاعرين عطية عليان وكمال عيد، وطاف حمام مع الفرقة أيضا في مختلف المدن المصرية.
 
مع دخول السادات مرحلة السلام مع إسرائيل، طالت أغنيات محمد حمام يد المنع في الإذاعة، ووفقا لزياد عساف: "ذهب للعمل في الجزائر، وانتقل بعدها إلي بغداد وسجل أغان بصوته للإذاعة هناك، ثم حط به الرحال في باريس وشارك كمطرب في فيلم فرنسي، وسجل بصوته أغنيته الشهيرة "بابلو نيرودا "شاعر أمريكا الجنوبية الأشهر"، وبيعت منها آلاف النسخ في فرنسا وأمريكا اللاتينية والبلاد العربية".
 
داهمه المرض عام 2000، وأصيب بجلطة في المخ، وشلل نصفي في الجانب الأيسر، وعالجته الدولة علي نفقتها بعد حملة صحفية طالبت بذلك، وتوفي يوم 26 فبراير، مثل هذا اليوم، 2007، وأمر المشير حسين طنطاوي وزير الدفاع بنقل جثمانه إلي مسقط رأسه في أسوان بعد الصلاة عليه في مسجد جمال عبدالناصر، تنفيذا لوصيته بالدفن إلي جوار والدته، مختتما بذلك حياة يصفها الأبنودي حسبما ينقل زياد عساف :"أهم الأسباب التي جعلت حمام بعيدا عن الشهرة التي يستحقها، تنقله بين العمل والفن، وكان صاحب موقف ولم يساير موجة الغناء الهابط، ولم يكن يجيد العلاقات العامة والطرق الخفية التي تصنع نجومية الفنان، وبهذا عاش فقيرا، ومات فقيرا"     
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة