احتفال قادرون باختلاف مناسبة سنوية ينتظرها المصريون بفارغ الصبر لما فيها من أمل ومحبة وسلام مهما كانت التحديات والظروف، وها هى النسخة الخامسة لقادرون باختلاف يحضرها الرئيس السيسى لتواصل الدولة الانتصار لذوى الهمم فى كل المجالات، خاصة أن مصر تعتبر من أهم الدول التي يُشاد بها في رعاية وتأهيل الأشخاص أصحاب الهمم بهدف تعزيز وتنمية وحماية حقوقهم وكرامتهم، المقررة دستوريًا ونشر الوعي بها.
وأعتقد أن الدولة المصرية نجحت باقتدار فى تغيير نظرة المجتمع لذوى الهمم وهذا ليس محل صُدفة إنما من خلال تكثيف حملات التوعية، واهتمام القيادة السياسية وحضور الرئيس لنسخ قادرون باختلاف والاحتفال بهم، وكذلك من خلال الدعم والتمويل المتواصل، ونموذجا إنشاء صندوق دعم قادرون باختلاف.
وانتصار الدولة لذوى الهمم تجلى - فى اعتقادى- فى إنشاء صندوق دعم قادرون باختلاف، لأن للصندوق مكتسبات كثيرة ومتعددة، منها المساهمة في تغطية تكلفة الأجهزة التعويضية والعمليات الجراحية المتصلة بالإعاقة لغير المؤمن عليهم، وكذلك تحسين المرافق العامة وتطوير مؤسسات رعاية الأشخاص ذوي الإعاقة، والمشاركة في تدريبهم وتشغليهم لتوفير حياة كريمة لهم، إضافة إلى توفير منح دراسية بالمدارس والمعاهد والجامعات بالداخل والخارج وإجراء البحوث والدراسات وعقد الندوات والمؤتمرات وإصدار المطبوعات ذات الصلة بالمبادرات التعليمية والتدريبية للأشخاص ذوى الهمم لرفع كفاءتهم بما يسمح بسرعة دمجهم في سوق العمل من خلال تخصيص نسب من الوظائف لهم.
إضافة إلى مكتسبات وظيفية واقتصادية لصندوق قادرون باختلاف ، كتمـويل برامج التأهيل للأشخاص ذوى الإعـاقة للتكيف والانـدماج في المجتمع، وتوفير برامج التدريب المهني لهم، وتشجيع ودعم تمويل الأشخاص ذوى الإعاقة لإقامة مشروعات متوسطة وصغيرة ومتناهية الصغر ذات مردود اقتصادي، والتعاون مع الجهات المعنية لتوفير فرص عمل للأشخاص ذوى الإعاقة.
وانتصار الدولة لقادرون باختلاف يتمثل أيضا فى الحرص على التعديلات التشريعية ومشروعات القوانين من أجل النهوض والارتقاء بحياة ذوى الهمم معيشيا وصحيا وتعليميا وخير نموذج تخصيص نسب من الوظائف لهم، ودمجهم فى التعليم، وتوفير الرعاية الصحية والاجتماعية، ومنحهم بطاقة الخدمات المتكاملة التى تضمن لهم دعما ماليا ورعاية صحية وامتيازات اجتماعية وتسهيلات فى كل الجهات الحكومية ووسائل النقل والمصالح الحكومية، لتثبت الدولة إصرارها الشديد وسعيها الدؤوب نحو ترسيخ منظومة القيم والأخلاقيات الإنسانية في المجتمع المصرى وفى ظل جمهورية جديدة قائمة على بناء الإنسان والحجر معا. وتنشد مستقبلا مشرقا لكافة أبنائها.
ونحن نتحدث عن انتصار مصر بدعم ذوى الهمم، لا ننسى تكثيف نشر الوعى بحقوقهم، ومطالبة جميع مؤسسات الدولة والمجتمع المدني والقطاع الخاص والإعلام بالعمل على مكافحة ظاهرة التنمر، سواء من خلال صياغة التشريعات التي تجرم ممارسة تلك الظاهرة، أو عن طريق مواجهتها إعلامياً ودراميا، أو من خلال الإجراءات التنفيذية لمؤسسات الدولة المختلفة، وهو ما نراه ويؤكده الرئيس السيسى دوما.
أخيرا.. يكفى مشاهد الفرح والسرور والسعادة للمشاركين والمشاركات في احتفالية قادرون باختلاف، لأنها تعكس مدى إنسانية المجتمع المصرى والحالة التنويرية الحادثة الآن في ظل رعاية القيادة السياسية لترسيخ هذه القيم النبيلة، وتؤكد أن ما زال الخير موجودا وما زالت الإنسانية باقية.. حفظ الله مصرنا الغالية