مما لا شك أن العالم كان على أمل للتوصل إلى وقف إطلاق النار أو على الأقل هُدنة إنسانية قبل شهر رمضان لإنهاء مأساة الفلسطينيين فى غزة في ظل حصار الاحتلال الخانق لأكثر من 2 مليون و400 ألف مدنى واستهدافهم بالقتل والقصف والتجويع والتشريد، لكن فشلت المحاولات والجهود في ظل تعنت أعداء الإنسانية وأهل الشر والضلال والاحتلال.
وما يحزن ويؤلمنا – حقا - مشهد أول صلاة تراويح في غزة وفى القدس الشريف الذى يُدمى القلب ويكشف مدى قبح الاحتلال، حيث المساجد التي باتت ركاما وأكوام دمار، والمدنيين بلا مأوى ولا طعام ، كهرباء ولا ماء ولا اتصالات، في بلد كان للشهر الفضيل فيها سمات تميزها عن بقية الشعوب كلحرص على تبادل الإفطار الأسري وتفنن ربات البيوت في إعداد الأكلات والتباهي بأشهاها، خاصة المقلوبة، والمسخن، والمفتول، والقدرة الخليلة، والمسخن والمنسف التي تغزو موائد غزة والخليل والضفة الغريبة.
لكن أيا كانت المأساة والمعاناة، فكلنا أمل أن تنتهى هذه الحرب وتنتهى معها معاناة الأشقاء في فلسطين، وأن يكون النصر حليفا للفلسطينيين مهما تجبّر العدو ومهما قتل ودمر وأفسد في الأرض، ومهما تخاذل المجتمع الدولى، فلما لا، وقد سجل التاريخ ارتباط شهر رمضان المبارك بمسيرة النضال فوق تراب فلسطين، فمن ينسى رمضان ومعركة عين جالوت ومعركة حطين، ومعركة العاشر من رمضان 1973).
ستبقى - بإذن الله تعالى - فلسطين، وسيصمد الفلسطينيون دفاعا عن الحق والهوية الفلسطينية للأرض والمقدسات الإسلامية والمسيحية.. واسألوا التاريخ!