سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 16 مارس 1807.. ضابطان من الحملة الإنجليزية بقيادة الجنرال فريزر يطلبان من محافظ الإسكندرية تسليم المدينة تمهيدا لاحتلال مصر

السبت، 16 مارس 2024 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 16 مارس 1807.. ضابطان من الحملة الإنجليزية بقيادة الجنرال فريزر يطلبان من محافظ الإسكندرية تسليم المدينة تمهيدا لاحتلال مصر حملة فريزر - الحملة البريطانية على مصر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أقبلت سفينة إنجليزية إلى ميناء الإسكندرية فى أوائل مارس سنة 1807 دون أن تخبر أحدا بأسباب حضورها، حسبما يذكر عبدالرحمن الرافعى فى كتابه «عصر محمد على»، مضيفا:  «لعلها كانت سفينة استطلاع لتعرف الحالة فى الثغر، فلما كان يوم 14 مارس جاءت سفينة حربية أخرى واستدعت القنصل الإنجليزى، فلبى الدعوة مسرعا لمقابلة من فيها، ولم يكد يعود إلى الثغر حتى بادر بإنفاذ عدة من السعاة يحملون رسائل إلى جهات بعيدة، وظن الأهالى أنها مرسلة إلى الرعايا الإنجليز لاستدعائهم إلى الثغر، ولكن تبين أنها مرسلة إلى البكوات المماليك فى الصعيد لإخبارهم بقرب وصول الحملة البريطانية واستدعائهم إلى الوجه البحرى، فدلت هذه الرسائل على أن الحملة جاءت باتفاق سابق مع محمد بك الألفى على أن يمدها المماليك بما لديهم من الرجال والعتاد».
 
جاءت هذه الحملة بقيادة الجنرال فريزر بغرض احتلال مصر، واتفقت مع القائد المملوكى محمد بك الألفى على أن يشد أزرها وتكفل له حكم البلاد بدلا من محمد على باشا، غير أن الحملة وصلت بعد موت الألفى بأربعين يوما، وينقل «الرافعى» عن «الجبرتى» قوله: «حضر الإنجليز إلى الإسكندرية فوجدوه «الألفى» قد مات، فلم يسعهم الرجوع فأرسلوا إلى الأمراء القبليين يستدعونهم ليكونوا مساعدين لهم على عدوهم، ويقولون لهم إنما جئنا إلى بلادكم باستدعاء الألفى لمساعدته ومساعدتكم، فوجدنا الألفى قد مات وهو شخص واحد منكم وأنتم جميع، فلا يكون عندكم تأخير فى الحضور، فإنكم لا تجدون فرصة بعد هذه وتندمون إن تلكأتم».
 
يذكر «الرافعى» أن الحملة زادت عن 6 آلاف مقاتل، ويطرح سؤالا: كيف جازف الإنجليز بهذا العدد الضئيل، فى حين أن نابليون أقدم على غزو مصر بجيش قوامه 36 ألف مقاتل وأسطول من أعظم الأساطيل البحرية، لكن الإنجليز كانوا يظنون أنهم لن يجدوا فى مصر مقاومة ذات شأن بسبب الاضطرابات التى مزقت شملها، وكانوا من جهة أخرى يعتمدون على المماليك فى مصر.
 
يضيف «الرافعى» أنه فى 16 مارس، مثل هذا اليوم، 1807، عادت السفن الإنجليزية تتبعها بارجة كبرى وسفن أخرى، وألقت مراسيها بالميناء الغربية، ونزل منها ضابطان طلبا مقابلة محافظ الثغر، واسمه أمين أغا، وهو من ضباط الآستانة، وكان متواطئا مع الإنجليز فى أن يسلم لهم المدينة برشوة مالية دون مقاومة، ولم يكد يطلع يوم 17 مارس حتى أقبلت السفن الإنجليزية مؤلفة من خمس وعشرين سفينة، وسدت مدخل الميناء الغربية، وفى مساء ذلك اليوم نزل جنود الحملة إلى البر بشاطئ العجمى، ثم زحف الإنجليز على الإسكندرية وعسكروا تحت أسوارها، وأرسلوا فصيلة منهم لاحتلال قلعة أبوقير، وانقضى يومان فى مفاوضات صورية بينهم وبين أمين أغا، انتهت بتسليم نفسه كأسير حرب ومعه ثلاثمائة مقاتل، ودخل الإنجليز الإسكندرية ليلة 21 مارس 1807 دون رصاصة واحدة.
 
كان محمد على باشا فى الصعيد يقاتل المماليك حين تلقى خبر قدوم الحملة، وفقا لـ«الرافعى»، مضيفا، أنه استخدم دهاءه فأبرم الصلح مع المماليك، وقبل شروطهم بأن يترك لهم حكم الوجه القبلى وعاد بجنوده إلى القاهرة، يضيف «الرافعى»، أن الجنرال فريزر تلقى وهو فى الإسكندرية تقريرا من قنصل إنجلترا فى رشيد عن حالة مصر وما بها من قوات، فزحف على رشيد لاحتلالها، واتخاذها قاعدة حربية ومنها يزحف داخل البلاد.
 
يذكر «الرافعى» أن الجيش الإنجليزى تحرك من الإسكندرية فى قوة من ألفين جندى يوم 29 مارس قاصدا رشيد، فكان تحت أسوارها فى اليوم التالى، وتأهب لدخولها صبيحة 31 مارس، وكان محافظ رشيد يدعى «على بك السلانكل»، وهو رجل شجاع ثاقب النظر، وتحت أمره نحو سبعمائة جندى، فعزم على المقاومة معتمدا على قوة الحامية ومشاركة الأهالى فى الدفاع عن المدينة.
 
يذكر «الجبرتى» عن واقعة رشيد:  «فى يوم الجمعة 24 محرم سنة 1222 وردت أخبار من ثغر رشيد يذكرون بأن طائفة من الإنجليز وصلت إلى رشيد يوم الثلاثاء حادى عشرينه «أى 31 مارس سنة 1807» ودخلوا إلى البلد، وكان أهل البلدة ومن معهم من العساكر منتبهين ومستعدين بالأزقة والعطف وطبقان البيوت، فلما حصلوا بداخل البلدة ضربوا عليهم من كل ناحية، فألقوا بأيديهم من الأسلحة وطلبوا الأمان فلم يلتفتوا لذلك، وقبضوا عليهم وذبحوا منهم جملة كثيرة وأسروا الباقين، وفرت طائفة إلى ناحية دمنهور، وكان كاشفها عندما بلغه ما حصل برشيد اطمأن خاطره، ورجع إلى ناحية ديه ومحلة الأمير وطلع بمن معه إلى البر، فصادف تلك الشرذمة فقتل بعضهم وأخذ منهم أسرى، وأرسلوا السعاة إلى مصر بالبشارة فضربوا مدافع وعملوا شنكا».









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة