سعيد الشحات يكتب.. ذات يوم 5 مارس 1957.. بعد ثمانى سنوات من غنائها وبكاء نجيب الريحانى.. الشاعر حسين السيد يكشف أسرار أغنية «عاشق الروح» لعبدالوهاب فى «غزل البنات»

الثلاثاء، 05 مارس 2024 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب.. ذات يوم 5 مارس 1957.. بعد ثمانى سنوات من غنائها وبكاء نجيب الريحانى.. الشاعر حسين السيد يكشف أسرار أغنية «عاشق الروح» لعبدالوهاب فى «غزل البنات» محمد عبد الوهاب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
استعد الموسيقار محمد عبدالوهاب للمشاركة فى فيلم «غزل البنات» عام 1949، وكان مخرجه ومنتجه وبطله الفنان أنور وجدى يحشد كبار النجوم له، فشارك فى البطولة، ليلى مراد، سليمان نجيب، عبدالوارث عسر، محمود المليجى، نجيب الريحانى الذى كتب أيضا القصة.
 
شارك عبدالوهاب بأغنية بعد اختفاء عن الجماهير أكثر من خمسة أعوام، وكانت الأغنية «عاشق الروح» للشاعر الغنائى حسين السيد، الذى يكشف أسرارها فى مقال كتبه بمجلة الكواكب، عدد 292، 5 مارس، مثل هذا اليوم، 1957.
 
كانت علاقة عبدالوهاب وحسين السيد ممتدة منذ أن بدأت سنة 1939 بكتابة «السيد» لـ«عبدالوهاب» أغانى فيلم «يوم سعيد»، وتلاه أفلام «ممنوع الحب، ورصاصة فى القلب، ولست ملاكا»، ويذكر الكاتب الصحفى محمد الشاذلى فى مقاله «عاشق الروح» بالأهرام، 4 إبريل 2021: «نعرف أن عبدالوهاب تعود على الطلب من حسين السيد كتابة أغان بموضوعات يتطلبها الموقف الدرامى فى العمل السينمائى»، وينقل «الشاذلى» عن الدكتورة رتيبة الحفنى فى كتابها «محمد عبدالوهاب.. حياته وفنه» قولها: «كان حسين السيد أقدر المؤلفين على التقاط المعنى وتحويله إلى كلمات تتماشى مع الموسيقى، التى ألفها عبدالوهاب مسبقا، ودام التعاون بينهما أكثر من أربعين عاما».
 
كانت «عاشق الروح» من ثمار التعاون بين الاثنين، ويؤكد «السيد» فى مقاله بالكواكب: «أحب أغنياتى إلى أغنية عاشق الروح، لأن لعاشق الروح قصة طريفة»، وهى أنه عرف سيدة جميلة ناضجة خطت نحو الثلاثين من عمرها، ومات زوجها، فكانت الصدمة قاسية عليها، وكاد اعتكافها فى البيت يؤدى بها إلى الجنون، وبحثت عن عمل للخروج من أزمتها، ووجدته عند مدير شركة تجارية، وفيها كانت أشبه بالسكرتيرة ثم أصبحت كل شىء.
أحبها مدير الشركة، لكنه لم يريد الزواج منها لأنها دون المستوى، أما هى فضمت جوانحها على هذا الحب العظيم، ورفضت كثيرون طلبوها للزواج، ولما قرر مدير الشركة الزواج منها فاتحها لكنها رفضت، ويذكر حسين السيد أنه سألها: «لماذا لا تتزوجيه؟ فأجابت: يكفى أن روحى تحب روحه، هذا هو الشىء الوحيد الخالد فى حياتنا».
 
يكشف «السيد» أنه خرج من عندها وكان على موعد مع «عبدالوهاب»، وهو يعد العدة للمشاركة بأغنية فى فيلم «غزل البنات»، وقال «عبدالوهاب» له: «إنه يريد أن يظهر كما ينبغى أن يظهر، ويغنى أغنية واحدة فى موقف واحد، واختار أن تكون باللغة العربية الفصحى حتى تكون شيئا عظيما وعملا فنيا فذا»، يذكر «السيد»: «كنت أعتقد أننى سأكلف بتأليف الأغنية، لكن عبدالوهاب قال فى غير تردد: اسمع يا حسين أنا بعت لشاعر لبنانى كبير الموقف كله علشان يعمل لى قصيدة.. إيه رأيك؟».
 
يذكر «السيد» أنه كان فى غيظ مكتوم، قائلا: «كويس خالص»، ثم أقبل أنور وجدى وشرح لـ«عبدالوهاب» الموقف الذى سيغنى فيه، لأن فهم الموقف يعين الملحن على وضع اللحن تماما كما يعين المؤلف على النظم، أما الموقف فهو «كان نجيب الريحانى يحب ليلى مراد حب الروح للروح، لا أمل عنده فى أن يتزوجها وهو راض بهذا الحب، تماما كرضا صاحبتنا بحبها، نفس الموقف، ونفس الأحاسيس التى سيطرت على وأنا أتابع فصول القصة الأولى التى تعيش على مقربة منى».
 
يكشف «السيد»: «عدت إلى البيت والفكرة مختمرة فى رأسى، ومضت ثلاثة أيام، ووضعت الأغنية «عاشق الروح»، وعندما ذهبت إلى «عبدالوهاب» فى الاستديو، قررت أن أخفى عنه أغنيتى حتى أسمع ما عنده، وفوجئت به وهو يبدأ تلحين القصيدة التى وصلته من لبنان، وبعد سماعها قررت على الفور أن أحاسيسها أقل من أحاسيسى، لأن شاعر لبنان لم يعش القصة كما عشتها».
 
يتذكر «السيد» أنه أخرج الأغنية من جيبه، وطلب من «عبدالوهاب» وأنور وجدى الاستماع إليها، فاحتضن «عبدالوهاب» العود، وجلس «أنور» ومضى الاثنان يستمعان، يضيف: «ما كدت انتهى منها حتى قفز أنور وجدى من على مقعده وصاح: فصحى إيه وزفت إيه، ده هو المطلوب ده، واختطف «أنور» الأغنية من يدى، وقدمها لـ«عبدالوهاب» وهو يقول: طبعا ما عندكش مانع، عوضك على الله فى لحن القصيدة ومجهود التلحين، فرد «عبدالوهاب»: فعلا دى أحسن».
 
يضيف «السيد»: «خرجنا من الاستديو سويا، وكان عبدالوهاب يقيم فى ضاحية حلوان، ودعانى إلى الغذاء عنده، وفى الطريق كان ينقر بأصابعه على حقبة صغيرة فى يده، وما كدنا نصل إلى حلوان حتى قال لى إنه انتهى من المقدمة الموسيقية، وفى تلك الليلة انتهى من اللحن كله».
يعلق «السيد»: «لهذا أحببت عاشق الروح، فقد سجلت فيها واقعة أمامى، وهى من هذا صادقة مائة فى المائة، وانتصرت بها على الفصحى، حتى لو كانت الفصحى ضخمة فخمة رصينة».









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة