أحمد التايب

حرب غزة.. بين سياسة الخداع الاستراتيجى وخطط اليوم التالى

الإثنين، 01 أبريل 2024 01:24 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

في إطار تفاقم الأوضاع في غزة، ومواصلة حكومة نتنياهو تعنتها بشأن رفضها وقف إطلاق النار رغم صدور قرار لمجلس الأمن الدولى بوقف إطلاق النار، وأيضا الرفض الكامل لإدخال المساعدات المطلوبة رغم قرار محكمة العدل الدولية ومطالبات المجتمع الدولى بإنقاذ الفلسطينيين من مجاعة حقيقية، هناك حديث عن مواصلة التفاوض بمشاركة وفد إسرائيلى من الشاباك والجيش والموساد؛ لمناقشة صفقة إطلاق سراح الرهائن المحتجَزين مقابل إطلاق سراح سجناء فلسطينيين، بالتزامن مع زيارة وفد إسرائيلى آخر إلى واشنطن برئاسة وزير الشؤون الاستراتيجية، لمناقشة العملية البرية المحتملة في رفح، والتي تسعى الولايات المتحدة لفرض خطط بديلة للطرح الإسرائيلي، لذا، فإن كل هذا التناقض فى المواقف، والعجز الدولى يدعو للريبة ويؤكد أن هناك خداعا استراتيجيا بدت ملامحه تظهر وتتضح بعد مواصلة الولايات المتحدة حالة النفاق.

نعم نفاق أمريكى واضح، حيث يدعو بايدن فى كل تصريحاته إلى ضرورة إقامة دولة فلسطينية ودعم جهود التفاوض، وبث آمال للوصول لهدنة، ومن ناحية ثانية هناك موافقات وقرارات للكونجرس بإرسال القنابل والأسلحة وتخصيص مليارات الدولارات لإسرائيل.

ويتجلى هذا النفاق الأمريكى فى شروع إدارة بايدن في بناء رصيف بحرى وميناء بغزة بحجة إدخال المساعدات وإنقاذ المدنيين، ورفضهم الضغط على إسرائيل في تسهيل إدخال المساعدات عبر المعابر البرية رغم أنها الأسهل والأسرع والأقل تكلفة.

لهذا، فأن الموقف الأمريكى بات يزداد غموضا وريبة، خاصة أن نتنياهو يُنفذ مخططات التهويد في القدس، ويعمل بكل ما أوتى من قوة على التوسع في الاستيطان بالضفة الغربية، ويستميت فى تنفيذ عمليات الإبادة في قطاع غزة، مستخدما كافة الأدوات والأسلحة، كالقتل، والقصف، والجوع، وتقطيع أواصل القطاع، وإنشاء مناطق عازلة، وتسميم الأراضى الزراعية، وتدمير كل مقومات الحياة، وتعليق تمويل الأنروا، وتجفيف منابع الحياة، ما يعنى قطعا أن هناك شيئا يدور ويحدث في إطار من الخداع الاستراتيجي.

وما يؤكد ذلك، أن هناك تقارير إعلامية تكشف مقترحات لخطط بديلة كلها تؤكد قيام إسرائيل بعزل مدينة رفح براً وبحراً بواسطة الجيش الإسرائيلي وتوفر ملاذات آمنة للمدنيين النازحين بهدف التهجير وممارسة أعمال الإبادة..

لذلك، يجب الانتباه، وأن لا ننخدع ونقع في فخ التصريحات المرنة وسياسة المراوغة التي تتبعها الولايات المتحدة بمنح إسرائيل ما تريد، وعلينا أن نفرق بين علاقة الولايات المتحدة بحرب غزة، وعلاقة نتنياهو ببايدن وما يربطهما من دوافع سياسية ليس لها علاقة بما يدور في غزة.. لذا وجب الانتباه وعدم الانخداع..







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة