لاشك أن ذكرى تحرير سيناء واحدةٌ من أعظم وأشرف الملاحم العسكرية والدبلوماسية في تاريخ الدولة المصرية، ومحل فخر واعتزاز لكل مصري مُخلص، فلما لا وقد جسدت قيمة وعظمة المصريين في الذود عن الوطن والحفاظ على كرامة ومقدرات الشعب.
ومن المهم ونحن نحتفل بذكرى تحرير سيناء - أرض الفيروز - أن نفتخر بامتلاك مصر قدرة الخيار فى التوجه نحو التعمير والبناء والتنمية، وقدرتها في التخلي وعدم الانصياع للتحديات والتهديدات فتم اتخاذ القرار بخوض معركة محاربة الإرهاب والانتصار فيها، ثم خوض معركة التنمية بضخ استثمارات بمئات المليارات لإنشاء مشروعات بنية تحتية من كبارى وأنفاق وطرق وكهرباء ومياه وغيرها من المشروعات التي غيرت وجه الحياة في أرض الفيروز تماما، وبعثت الأمل نحو مستقبل مشرق يحمل الرخاء لأهالينا في سيناء ولأهل مصر كلها.
نعم ما يحدث على أرض الفيروز يحمل كل الرخاء بعد النجاح في ربط سيناء بمدن القناة وإقامة مجمعات عمرانية حديثة تُساهم في شغل الصحارى الشاسعة، وهو ما أتاح المجال بقوة لتحقيق هذه التنمية والتعمير وتعزيز الانتماء والمواطنة، وتأمين الحدود المصرية ومكافحة الإرهاب.
وأعتقد أن هذا لم يكن يتم إلا بفضل شعب واع لديه إرادة وعزيمة، وبفضل وجود قيادة سياسية نجحت في المزج بين معادلة الأمن والتنمية وترجمتها بشكل عملي على أرض الواقع، من خلال امتلاك الخيار وسيادة القرار، ليكون لسان حال الأجيال الحالية نحن الوعد والعهد في الحفاظ على تلك الرقعة المقدسة الغالية التى راحت في سبيل تحريرها أرواح أطهر الرجال، وخاضت مصر أجّل المعارك من أجلها.
لذا، ما أجمل أن تحتفل مصر بذكرى تحرير سيناء في وقت تخوض فيه معركة بناء ونهضة وتنمية وسلام لتثبت للعالم أن سلام مصر وجهودها الرامية لتعزيز السلم والسلام الدولي هو خيارها الأول ودستورها الراسخ نحو إنهاء أى أزمات مهما تكن التحديات والمعوقات.
وما أطيب أن نحتفل بالذكرى 42 لعيد تحرير سيناء، ومصر خالية من الإرهاب، لتؤكد سيادتها الوطنية وأن المصريين على قلب رجل واحد يبنون ويعمرون، ويقفون خلف القيادة السياسية بكل حب وجسارة وولاء وانتماء لتحقيق السلام والبناء والتنمية، وبذل كل غالٍ ونفيس من أجل أمن مصر القومى وأرضها متسلحة وفخورين بدولتهم التي باتت تمتلك عناصر القوة والقدرة رافعة راية السلام والوئام.. حفظ الله مصرنا الغالية.