أكرم القصاص يكتب: مرة أخرى.. القاهرة مفتاح التوازن والحل لوقف الحرب فى غزة

الأحد، 28 أبريل 2024 10:00 ص
أكرم القصاص يكتب: مرة أخرى.. القاهرة مفتاح التوازن والحل لوقف الحرب فى غزة أكرم القصاص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

بعد أكثر من 200 يوم على بدء الحرب فى غزة، واستمرار عدوان الاحتلال الإسرائيلى على قطاع غزة، وطوال الوقت كانت الأنظار ولا تزال تتجه إلى القاهرة، التى نجحت فى إنجاز الهدنة الأولى والوحيدة حتى الآن، وتقترب جهود الدولة المصرية من التوصل إلى هدنة طويلة مع صفقات لتبادل المحتجزين، خاصة أن تحركات واتصالات القاهرة على مدار الشهور الماضية لم تتوقف، أولا لإنجاز الشق العاجل، وهو دخول المساعدات وعبور العراقيل التى يضعها الاحتلال، والهدف هو الدفع نحو هدنة وتبادل محتجزين مع التأكيد على الهدف الرئيسى وهو دولة فلسطينية، ومن يتابع الخطابات التى تطلقها الأطراف المختلفة مؤخرا، يكتشف - بسهولة - أنها تتبنّى الخطاب الذى طرحته مصر باعتبارها الطرف الذى يمتلك المفاتيح، ويعرف التفاصيل التى تختفى خلف خطابات وبيانات سياسية غالبا لا تحمل الكثير من الأهداف الحقيقية.


ومؤخرا واصلت الدولة المصرية عملها الذى لم يتوقف، بإرسال وفد أمنى رفيع المستوى، إلى إسرائيل، بهدف الوصول لحل سريع ونافذ من أجل وقف إطلاق النار، وعودة أهل غزة إلى شمال القطاع، من خلال مبادرة مصرية، عرضت على كل الأطراف فى إسرائيل، كما تلقت مصر ردا، قدمته إلى أطراف فلسطينية فى غزة، من خلال قنوات واضحة تمتلكها مصر وليس غيرها، والواقع أن هذه المحاولة هى واحدة من الجهود المصرية المستمرة، والتى تمتلك المفاتيح والقدرة على مخاطبة كل الأطراف بشكل واضح، وتقدم فرصة جديدة للأطراف كى تخرج من مأزق حرب تبدو بلا أفق، وتسجن فى داخلها كل الأطراف المتطرفة، الوفد المصرى يتحرك دائما، من زاوية مهمة أولها مصالح الشعب الفلسطينى، وضمان رفض التهجير والتصفية وأى من المخططات، بجانب حروب متنوعة ضد أكاذيب الاحتلال، وأيضا أكاذيب الأطراف المخدوعة أو التى اعتادت المزايدة عن جهل أو تمويل.


وعلى مدار الأسابيع الأخيرة، تلقى الرئيس عبدالفتاح السيسى، اتصالات أو استقبل زيارات من أطراف متنوعة، أمريكية، وروسية، وأوروبية متنوعة من إسبانيا وهولندا وفرنسا، وظل الخطاب المصرى واضحا وواحدا، وهو وقف الحرب وإدخال المساعدات وحل «الدولتين» كحل نهائى، ويعرف كل متابع للسياسة، أن هناك دائما خطابين لكل من أطراف الصراع، الأول لمخاطبة الأنصار والجمهور، والثانى يحمل المطالب والأهداف، والواقع أن الصراع هذه المرة يستقطب الأطراف الأكثر تطرفا، والتى لا تضع فى اعتبارها أرواحا او أهدافا غير الأهداف السياسية الضيقة، وهذه الأطراف أصبحت فى مأزق بعد الفشل فى تحقيق ما أعلنته.


وقبل ذلك استضافت القاهرة اجتماعا رباعيا بمشاركة مصرية وقطرية وأمريكية وإسرائيلية، لمناقشة التهدئة فى قطاع غزة وتبادل الأسرى والمحتجزين، لكن بالطبع واجهت هذه الطروحات تعنتا من قبل الأطراف، وأيضا من قبل الجهات المتداخلة والمتقاطعة، والتى تضع أهدافا لها من المواجهة غير مصالح وأرواح الشعب الفلسطينى.


لم تتوقف القاهرة عن السعى لوقف الحرب منذ اللحظات الأولى لاشتعال الأوضاع وبدء العدوان، وهو ما تطلب تواصلا دقيقا مع أطراف متقاطعة ومتشابكة، وتسير القاهرة بدقة على خطوط متقاطعة سواء مع جانب الاحتلال، أو مع الجانب الفلسطينى، مع وجود للولايات المتحدة، وقطر، فضلا عن اتخاذ مواقف حاسمة من مخططات أو ادعاءات، وتتمسك مصر بأكبر قدر من الصبر، مع التمسك بالثوابت تجاه الأمن القومى، ورفض تصفية القضية الفلسطينية، أو تهجير سكان غزة إلى الداخل أو الخارج، مع تأكيد استمرار فتح معبر رفح من الجهة المصرية طوال 24 ساعة، وأنه لم يغلق لحظة، حتى مع القصف من جانب الاحتلال للمعبر من الجهة الفلسطينية، وتؤكد مصر الدفع نحو إدخال المساعدات للقطاع لمواجهة أخطار الحرب والحصار والمجاعة فى غزة.


وخاضت مصر أكثر من حرب، فقد واجهت الأكاذيب والادعاءات الإسرائيلية، والمزايدات من أطراف جاهلة او ممولة، بالإقليم والخارج، ومع هذا واصلت عملها بصمت وصبر، أملا فى مواجهة المتطرفين وفرض صوت العقل.


 

 







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة