"سنوات طويلة مرت على اختفاء العملات الورقية والمعدنية، حيث ظل العالم يتعامل بالعملات الدهبية والفضية ثم الأموال ثم العملات الرقمية لآلاف السنين، ولكن يبدو أن هذا العهد قد ولى نهائيا، وبات التعامل أكثر مادية وأكثر قسوة من خلال المعاملات الرقمية"
كان ذلك مقطعا من كتاب فى الاقتصاد أتصفحه بحكم اهتمامى بهذا العالم، صحيح أننى ولدت ووجدت النقاط الرقمية قد حلت محل العملات، ولكن هذا العالم القادم من الماضى يأثرني، كيف كان العالم يتصارع من أجل حفنة من الأوراق، والآن توحدت النقاط، فإذا أردت شراء سلعة، ترسل نقاطا للبائع بسعر السلعة نفسها، ولم يعد أحد يتعامل بالعملات مثل البيتكوين والتى أصبحت آثارا تعود لقبل 200 عاما.
وصلت لعملى فى موعدى، وإذا بـ "الروبوت" المسئول عن شئون العاملين والـ hr يبلغنى بمهام العمل اليومية، ويذكرنى أن الأسبوع المقبل سيكون أجازة للبشريين بمناسبة عيد الفطر، وأن العمل مستمر بالنسبة لـ "الروبوت".
بالطبع كنت اعرف تلك المعلومة، ولكن "الروبوت" مجهز ومبرمج ليذكر العاملين بكل كبيرة وصغيرة مهما كانت تافهه ومهما كانت معروفة وبديهية للجميع.
وكعادته ألقى الروبوت على سؤاله السنوى والذى أصبح مألوفا ومعهودا قائلا "هل تحب أن تستقبل نقاط مكافأة عيد الفطر المخصصة لشراء الكحك والبسكوت على حسابك الشخصى أم لفرع المحل الذى نتعاقد معه"
وفجأة قفز الكتاب الاقتصادى فى ذهنى، وتذكرت كيف كانت الشركات قديما تهادى العاملين بها بعلب عليها اسم الشركة واللوجو، وكيف كان العاملون فى منتهى السعادة، وجميعهم يحصلون على نفسي الشيء.
قلت للروبوت "أريد أن تمنحنى الشركة العلبة وأن يكون عليها شعار الشركة"، تلقى الروبوت الأمر دون مجادلة أو نقاش، وأخذت فى الضحك من رد فعل المسئولين على طلبي الغريب، ولكن مفاجئتى كانت أكبر حينما استجابت الشركة لطلبى، بل وأرسلت منشورا عبر كافة أجهزة الروبوت فى الشركة أنه تم استحداث خيارا آخرا بالنسبة للمكافئات الموسمية فى الشركة وانها لن تقتصر على أسلوب النقاط فحسب، ولكن سيكون هناك مكافئات عينية ومادية لمن يرغب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة