الثلاثيات الروائية وتأريخ المكان بين نجيب محفوظ وبول أوستر

الخميس، 02 مايو 2024 02:00 م
الثلاثيات الروائية وتأريخ المكان بين نجيب محفوظ وبول أوستر نجيب محفوظ
عبد الرحمن حبيب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تكمن عظمة الثلاثية الروائية في إنها تفك الرموز باستخدام ثلاث سرديات وقد تكون السرديات مترابطة أو لا علاقة لأحدها بالآخر غير أنها جميعا تؤرخ للمدن ويمكن القول إن الثلاثيات الروائية الأجنبية مختلفة عن العربية من باب كونها منفصلة غالبا عن بعضها البعض في ظل وحدة الموضوعات أو المكان أما الثلاثية الروائية العربية "ثلاثية القاهرة نموذجا" فعادة ما تكون امتدادات للأحداث.

ثلاثية القاهرة

تمثل ثلاثية القاهرة لنجيب محفوظ نموذجا للثلاثيات الروائية التي تؤرخ المكان فالقاهرة هي البطل مع اختلاف الشخصيات التي ظهرت في بين القصرين وقصر الشوق والسكرية

وبين القصرين تمثل الجزء الأول من ثلاثية نجيب محفوظ وتدور فى منطقة الحسين وتحكي الرواية عن أسرة من الطبقة الوسطى في فترة ما قبل وأثناء ثورة 1919.

سميت الرواية على اسم منطقة فى الجمالية ازدهرت في نحو عصر شجر الدر، إذ كان فيها قصر تملكه "الملكة شوق" ومن هنا يتضح أن أحداث الرواية الممتدة فى الجزء الثاني ومنها إلى الجزء الثالث تحمل اسم مكان فى القاهرة ارتبط به نجيب محفوظ.

والسكرية "الجزء الثالث" اسم مكان أيضا في القاهرة، وهو الذي تدور فيه معظم أحداث رواية السكرية، وتبدأ أحداث هذا الجزء بعد نهاية أحداث الجزء السابق بثمانية أعوام كاملة أي في عام 1934، وتنتهي في عام 1943.


وتقع حارة السكرية جنوب شارع المعز بالقرب من باب زويلة وبوابة المتولي بالجمالية، وفيها العديد من الآثار الإسلامية، منها جامع المؤيد التاريخي، وحمام السكرية الموجود أمام باب المسجد الكبير، وهو من الحمامات الشعبية القديمة وكان يعرف بحمام الفاضل، وفي المنطقة كمان وكالة السكرية، اللى بنتها نفيسة البيضاء في العصر العثماني، وما زال متبقى منها سبيل نفيسة البيضاء اللى موجود عند شارع السكرية على يمين الداخل من باب زويلة.

ثلاثية نيويورك

لعب بول أوستر لعبة مغايرة في الثلاثية الروائية التي تكشف معنى مختلف للثلاثية الروائية لدى الكتاب الغربيين وخصوصا الأمريكان الذين يعتبرون الثلاثية الروائية امتدادا لروايات التشويق والإثارة والحقيقة أن أغلب السلاسل الغربية الروائية كانت في هذا الاتجاه لكن بول أوستر يؤرخ المكان "نيويورك" بطريقة أخرى تعتمد على ذكر الظواهر الثقافية للمدينة والشكل العام لها دون الغوص في بيبلوجرافيا تاريخية.


الرواية الأولى: مدينة الأشباح وتتحدث عن كاتب اسمه دانييل كوين يكتب روايات بوليسية تحت اسم مستعار وهو "وليام ولسون" يلتقي بعميله (بيتر ستلمان ) الذي يجيد الحديث بالكاد لان والده حبسه في غرفة مظلمة لمدة 13 سنة كاملة لتكون مهمته حماية بيتر من أبيه الذي سيخرج من السجن قريبا فيبدأ بتعقب الأب ليكتشف أنه كان عالم لاهوت ومفكر عظيم ويقرأ كتابه عن اللغة الموحدة وهي لغة آدم وحواء التي إن اتقناها فسنجيد لغة الجنة وتتحول الارض الى الفردوس المنشود.

الرواية الثانية: الأشباح وتدور حول متجر آخر وهنا يظهر ولع بول أوستر بهذه النوعية من الروايات التي تضم متحريا وكاتب وفيها يكلف "بلو" يكلف بمراقبة شخص يدعى بلاك.

الرواية الثالثة:الغرفة الموصدة وتتحدث الرواية عن رجل يعمل ككاتب مقالات (تظهر هنا شخصية الكاتب أيضا وكأنها ثيمة أساسية في الثلاثية) في المجلات والصحف وفي أحد الايام تتصل به فتاة تدعى صوفي لتخبره بأنها زوجة صديق طفولته (فانشو) وأنها تريد لقائه وتخبره أن فانشو وأنه اوصاها أن تأخذ رواياته غير المنشورة وان تعطيها له لينشرها.
 










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة