أحمد التايب

قادة إسرائيل تحت مقصلة المحكمة الجنائية الدولية.. ماذا سيحدث؟

الخميس، 02 مايو 2024 01:08 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

في تطور جديد بات هناك حديث عن احتمال إصدار المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي مذكرات اعتقال دولية ضد قادة من المستويين السياسي والعسكري في إسرائيل، خاصة ضد نتنياهو رئيس الحكومة، وضد وزير الدفاع يوآف جالانت، ورئيس هيئة أركان الجيش هرتسي هليفي، وذلك في ظل تصاعد وتفاقم الأوضاع الإنسانية في غزة، وفى ظل تعالى الأصوات الدولية والأممية بشأن انتهاك إسرائيل للقانون الدولي، فيما يتعلق بأوضاع السكان المدنيين وانتهاكات اتفاقية جنيف الرابعة، وفى ظل أعمال إبادة وجرائم حرب كبرى وصفتها محكمة العدل الدولية بالبشعة، وفى ظل اكتشاف المقابر الجماعية في القطاع وممارسات الاحتلال الاستفزازية في الضفة والقدس.

ليتعامل نتنياهو وحكومته مع الأمر بجدية وهلع، وهو ما كشفته حالة من الترقب الشديد والقلق الكبير ، خاصة أن هذا القرار  يأتى فى ظل تعرّض نتنياهو لحملة ضغوط شديدة من الإدارة الأمريكية، بلغت أوجها في المكالمة الهاتفية مع الرئيس جو بايدن، وفى ظل المظاهرات التى تجتاح الجامعات الأمريكية وعائلات الأسرى التي تصعّد من خطابها ضده لكي يذهب باتجاه التوصل إلى صفقة لوقف النار وتبادل الأسرى.

ليكون السؤال الكبير، هل ممكن يتم إصدار مذكرات اعتقال لنتنياهو ورفاقه؟
أعتقد أن إصدار أوامر الاعتقال حتى ولو صدرت ستكون فارغة المضمون في ظل دولة تتعامل على أنها فوق القانون، وفى ظل مجتمع دولى يدعمها بقوة وعلى حساب سمعته الأخلاقية، وفى ظل دعم لا محدود للولايات المتحدة لإسرائيل وصل لاستخدام 5 فيتو لصالحها في مجلس الأمن.

لكن حال إصدارها فقطعا ستكون ضربة وهزيمة استراتيجية لإسرائيل ومؤذية من الناحية المعنوبة والإعلامية والسياسية كونها ستضع إسرائيل في مصاف الدول المنبوذة وستزيد من الاعتداءات على اليهود في العالم.

إضافة إلى أن حال إصدار قرار اعتقالات لقادة إسرائيليبن سيكون بمثابة حرج للدول المنضمة للمحكمة الجنائية، لأنه لن يتمكن نتنياهو والمسؤولون الإسرائيليون المعنيون من السفر إلى الدول الأعضاء في المحكمة والموقعة على نظام روما الأساسي، لأنها ستكون ملزمة بتوقيفهم، وإذا لم يلتزمون بالقرار فسيكنون أم حرج كبير.

أيا كان الأمر، أعتقد أن هناك مكاسب للقضية الفلسطينية حتى وإن لم يتم إصدار  القرار ، لأنه عدم إصدار قرار يعنى سقوطا أخلاقيا جديدا للمجتمع الدولى ولأكبر منصات العدالة فى العالم ما يزيد من كشف القناع للحضارة الغربية.

وظنى، أنه سيكون هناك مكاسب أكبر حال إصدار القرار لأن بصدور قرار يعنى عزلة لإسرائيل وسقوط للرواية الإسرائيلية وحرج لقادة إسرائيل ولداعموهم، وبالتالى فى كلتا الحالتين هناك مكاسب للقضية الفلسطينية بشكل عام.

وأيا كان الأمر.. أستطيع القول: إن العالم ومجتمعه الدولى وعلى رأسه الولايات المتحدة أمام فرصة لإنقاذ سمعته وتفادى سقوطا أخلاقيا جديدا جراء موقفه من ما يحدث في غزة وترك الاحتلال يفعل ما يشاء ويضرب بقرارته وقوانينه عرض الحائظ..







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة