تغنى الكثير عن حرية الصحافة والرأى وديمقراطية الغرب لدرجة وصلت للتشدق بل استخدامها كذريعة للتدخل في شئون الآخرين وتأجيج الصراعات وخلق الأزمات وتحقيق المصالح، ورغم الأصوات والآراء التي كانت دائما تحذر من أن كل هذا ما هو إلا أكاذيب كبرى يسوقها الغرب وأبرزها كذبة حرية الصحافة، لدرجة وصلت أنهم صدقوا كذبتهم، وباتوا ينتقدون صحافتنا واتهامها بالتقييد، لكن في الحقيقة هم يسعون لطمس هويتنا الأخلاقية والدينية والوطنية من خلال محاولة فرض بعض قيمهم، والتذرّع المزيف بواجب الدفاع عن حقوق الإنسان وحرية التعبير والصحافة وحماية الصحفيين.
إلا أن الواقع بعد 2011 على الأخص في منطقتنا وتعدد بؤر الصراع وفشل الأمم المتحدة والنظام العالمى بقيادة الولايات المتحدة في إنهاء الصراع وحماية مواطني الإقليم من الجوع والتشريد ومن ويلات الحروب والنزاعات، يشهد بأن أكبر منتهك لمثل هذه الحقوق هي الولايات المتحدة والغرب نفسه.
لتأتى حرب غزة وتتكشف كل هذه الأكاذيب، وتصبح واضحة وضوح الشمس بعد ترك الكيان المحتل يفعل ما يشاء ويرتكب الجرائم والمجازر في حق الأطفال والنساء والشيوخ والمدنيين الفلسطينين دون رادع، رغم أنهم كانوا يسوقونه على أن إسرائيل راعية الديمقراطية في المنطقة وأنها النموذج الأمثل الذى يجب أن يقتدى به، لكن هذا النموذج هو من يقتل ويقصف ويدمر ويقتل كل صحفى وكاشف للحقيقة، لتصل الأرقام إلى قيامه بقتل أكثر من 150 صحفى وإعلامى في مشاهد غير مسبوقة على الإطلاق.
وأعتقد أن هذا كله يدعونا لعدم الانخداع بالتصريحات الغربية والأمريكية الخاضعة فقط للمزايدات والتنظير والتي تخالفها أفعالهم المادية والميدانية خاصة فيما يتعلق بحرية التعبير وحماية الصحافة والصحفيين.
لذا، علينا أن لا ننخدع بتصريحات الغرب والولايات المتحدة عن حقوق الإنسان وحرية التعبير التي وللأسف أنخدع بها الكثير منا جهلاً منهم بحقيقة الواقع الغربي، وما هي إلا بروباجاندا غربية أمريكية لا أكثر..
وأخيرا.. نعود إلى حرب غزة وما كشفته من زيف وضلال الغرب فيما يخص حماية الصحفيين وحرية التعبير، لنسأل أين قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2222 بشأن حماية الصحفيين في زمن الحرب والذى ينص على محاكمة ومعاقبة جرائم الحرب ضد الصحفيين، ويترك إسرائيل تقتل حتى الآن أكثر من 150 صحفيا وإعلاميا وتقتل كل من يسعى لكشف ما يجرى في فلسطين..؟