لا شك أن العيد مناسبة للفرح والسرور والتراحم والتواد والجمال يلبس فيها الناس أجمل ثيابهم ويأكلون أشهى طعامهم ويملؤنها بالفرح والطاعة، ولاشك أيضا أن لكل مناسبة عظيمة رسائل عظيمة، وأعتقد أن من أهم رسائل عيد الأضحى المبارك أن يعلم عباد الله أن الجزاء من جنس العمل، فمن يعمل خيرا فسيلقي خيرا عاجلا أو آجلا ومن يعمل سوءا فسيلقي سوءا عاجلا أو آجلا.
لذلك، فأسرع عمل صالح يتمتع به الإنسان وينعم ببركته في الدنيا قبل الآخرة هو الإحسان إلى الآباء والأمهات، فلما كان إبراهيم – عليه السلام - بارا رزق بمن يبره، فرزقه بمن يحسن إليه وبمن يسمع له ويطيع حتي في عظائم الأمور، فقد قال الله تعالى "فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلامٍ حَلِيمٍ فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ"، وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام ( بِرُّوا آباءَكُمْ تَبَرَّكُمْ أبْناؤكُمْ".
الأمر الآخر الذى يجب أن نعلمه جيدا ونحن نحتفل بعيدنا المبارك حتى نعيد له معانيه الحقيقية، أن العيد ليس للمجون أو للإسراف ، إنما العيد شعيرة إسلامية ودينية تتجلى فيها مظاهر العبودية لله، وتظهر فيها معانٍ اجتماعية وإنسانية ونفسية، حيث تتصافح فيها الأيادى، وتتألف القلوب وتتفادى الأرواح، وتتجلى فيه السلوكيات الطيبة والأخلاق الحميدة.
لذا، فما أن يتسارع الناس إلى تبادل التهانى، ويتصالح المتخاصمون، وتنعقد مجالس الحب والتراحم والمودة، وتزول الأحقاد من النفوس، وتتجدّد العلاقات الإنسانية، وتقوى الروابط الاجتماعية، وتنمو القيم الأخلاقية، وتعلو قيمة التآخى والتعاون والبذل والعطاء، والجود والكرم، والتراحم والتعاطف، لتعم فى النهاية فرحتنا بعيدنا.. كل عام والأمة الإسلامية بخير وفى أمن وأمان وفى نصر وسلام..