العالم كله يترقب إنهاء حرب إسرائيل العدوانية على غزة في ظل مواصلة نتنياهو التعنت للوصول إلى صفقة تنهى هذه الحرب، وفى ظل مواصلة جيش الاحتلال القصف والقتل وأعمال الإبادة الجماعية في حق الفلسطينيين رغم تحذيرات وتنديدات الأمم المتحدة والمؤسسات والمنظمات الدولية والإغاثية وترحيب الكل باتفاق بايدن ودعمه، ونموذجا مجموعة السبع والاتحاد الأوروبى والأمين العام للأمم المتحدة حتى مجلس الأمن قرر دعم هذا الاتفاق، وكذلك الوسطاء، فضلا عن أصوات إسرائيلية واتجاهات تدعم هذا الاتفاق، لكن يبقى نتنياهو هو وحكومته المتطرفة هم من يرفضون ويماطلون ويراوغون بل ويختلقون الأزمات حتى مع إدارة بايدن لعرقلة أي تفاوض لإنهاء هذه الحرب.
ليتأكد الجميع أن كل المؤشرات تدل على أن نتنياهو هو من يُريد إطالة الحرب أملا وانتظارا في مجيئ ترامب وتغطية وهروبا من فشله في تحقيق الأهداف المعلنة منذ اندلاع الحرب وخوفا من المحاسبة والمسائلة السياسية، لذا لا يُريد أن ينجح بايدن واتفاقه في إنهاء هذه الحرب.
وفى ظل هذا الغيوم وتلك التناقضات خرجت تقارير إعلامية منسوبة لموقع أكسيوس تؤكد أن بايدن قدم صيغة جديدة للمقترح الذى أسماه هو المقترح الإسرائيلي، وقبل أن نتحدث عن هذه الصيغة وفق لموقع أكسيوس، علينا أن نتذكر مقترح بايدن الذى تضمن 3 مراحل، الأولى هدنة تستمر 6 أسابيع، تنسحب قوات الاحتلال فيها من المراكز السكانية بغزة، ويجري تبادل المحتجزين بمن فيهم كبار السن والنساء بمئات من الأسرى الفلسطينيين، والمدنيين الفلسطينيين يعودون إلى القطاع، بما في ذلك إلى شمال غزة، وسيتم إدخال 600 شاحنة مساعدات إنسانية إلى القطاع يوميًا.
وفي المرحلة الثانية، ستتفاوض حماس وإسرائيل على شروط وقف دائم للأعمال القتالية، مع توقف القتال طوال فترة التفاوض، أما المرحلة الثالثة فتتضمن خطة إعادة إعمار كبرى لغزة، وإعادة ما تبقى من رفات المحتجزين الذين قتلوا إلى عائلاتهم.
وعلينا نتذكر أيضا أن نتنياهو كعادته هو من أصدر بيانًا أكد أن شروط إسرائيل لإنهاء الحرب لم تتغير، وعاد للحديث عن تدمير حركة حماس، وإطلاق سراح المحتجزين، وضمان ألا تشكل غزة تهديدًا لإسرائي، إلا أنه الاثنين الماضي، قال، إن إسرائيل لا تزال ملتزمة باقتراحها الخاص بوقف إطلاق النار وتحرير المحتجزين في غزة.
لتتحدث المصادر التي وصفتها تلك التقارير الإعلامية بأنها مطلعة أن صيغة بايدن الجديدة تتركز على المادة الثامنة في المقترح السابق، المتعلقة بالمفاوضات المحدد لها أن تبدأ بين إسرائيل وحماس خلال المرحلة الأولى من الصفقة، والتي تشمل تحديد شروط دقيقة للمرحلة الثانية، الرامية إلى التوصل إلى هدوء مستدام في غزة، وأن حماس ترغب في أن تركز تلك المفاوضات على عدد وهوية الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم الإفراج عنهم من السجون الإسرائيلية، مقابل كل جندي من المحتجزين في غزة في حين إسرائيل ترغب في أن تكون لديها القدرة على إثارة مسألة نزع سلاح غزة.
ليكون السؤال الكبيرة هل هذه الصياغة الجديدة – المزعومة - للمادة الثامنة ستعمل على تقليل حجم الفجوة بين الجانبين ونصل في النهاية إلى صيغة تراضى ننتقل بها إلى الدخول في مسارات التفاوض والبدء في في تنفيذ هذا المقترح لإنهاء هذه الحرب قبل أن تتسع جبهات لحرب في ظل احتدام الصراع بين حزب الله وتل أبيب وفى ظل ممارسات إسرائيل العدوانية التي فاقت كل التصورات.. هذا ما ستكشفه الأيام المقبلة، وإن كنت أرى أن نتنياهو سيستمر في المراوغة والولايات المتحدة ستستمر في سياسة الخداع الاستراتيجي لأن كل الدلالات تؤكد أنه ليس هناك رغبة قوية لواشنطن لإنهاء هذه الحرب وأنها بهذا ستدفع المنطقة كله إلى حرب إقليمية الكل سيدفع ثمن اشتعالها..
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة