اسمعونا.. كلمة نرددها ومن حولنا منذ عصور بصوت منبوح لتكرارها دون جدوى أملا في أن يستمع أحد المسؤولين لمطالب الشعب واحتياجاته والمشكلات التي تواجهه وسط شعوره بانفصاله عن أي مسؤول في الدولة، فدائما ما يرى المواطن تجمع المسؤولون داخل هالة صماء لا يسمعون ولا يعوون ولا يرون سوى تصورهم الخيالى بالحياة الوردية التي يعيشها المواطنين، وربما هذا الأمر هو ما شعر به الرئيس عبد الفتاح السيسي وأراد الاستماع لأصوات شعبه ومناقشة مشاكلهم وطلباتهم وهو ما جعله يدعو باهتمام للحوار الوطنى وحرصه على استمراره والتدقيق في مخرجاته وتكليف الحكومة بالعمل عليها.
وهنا التقط الشعب أنفاسه فأخيرا يسمعونا، في جلسات تضم خبراء وقوى سياسية مختلفة وآراء مختصين في كافة المجالات يحملون معهم صوت المواطن ليبثوه مباشرة للحكومة والمسؤولين فقد أزيلت الهالة المحاطة بالمسؤولين ليروا الصورة الحقيقية لحياة الشعب ومشاكله والتحديات التي يواجهها باستمرار ولم يكن يعلم عنها سابقيهم شيء، خاصة وأنه لم يقتصر دور الحوار الوطنى على عرض المشكلات والقضايا فحسب بل يناقشها ويستعرض حلول عملية لحل المشكلات وهو ما كنا نفتقده بالفعل.
وهو ما يعتبر خطوة أساسية في بناء الإنسان والجمهورية الجديدة، فكيف نعيد بناء منزل وعمدانه محطمة، وبالتالي كيف نبنى جمهورية جديدة وشعبها لم يسمعه أو يلتفت إليه أحد، وهو الدور الذى لعبه بقوة الحوار الوطنى الفترة الماضية ومطالبة الرئيس عبد الفتاح السيسي باستمرار جلسات الحوار الوطني يعكس مدى إهتمامه بأصوات الشعب وتنفيذ المقترحات والحلول التي تم استعراضها من قبل المختصين للتصدى لكل ما يعكر صفو الشعب المصري المثابر الذى وعد بالوقوف بجانب رئيسه ليسير في طريق البناء وأوفى بوعده.
ونحن الآن في انتظار دخول الحوار الوطني مرحلة جديدة باستئناف جلساته لمرحلة مختلفة تشهد تشكيلًا وزاريًا جديدًا، يشهد استحداث مهام "التواصل السياسي" لوزارة الشئون النيابية والقانونية والتواصل السياسي، والتي يتولى حقيبتها المستشار محمود فوزي وهو قامة قانونية ذات خبرة واسعة وأحد أهم مهندسي الحوار الوطني في المرحلة السابقة، وهو أمر يدعو للتفاؤل بأننا بصدد انطلاقة مميزة للحوار الوطني في المرحلة المقبلة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة