لاشك أن الكل يعقد آمالا واسعة بشأن تحسين جودة الحياة والارتقاء بمستوى المعيشة بعد تشكيل الحكومة الجديدة، والتى تأتى فى ظروف استثنائية، وفى ظل تحديات كبيرة، لتزداد الآمال بعد أن عقد مجلس أمناء الحوار الوطنى أمس، أولى جلساته مُعلنا أن المواطن أولا، ما يعنى أننا أمام بداية مُبشرة لعرض التحديات بشفافية والاهتمام بقضايا المواطن العاجلة.
نعم إرضاء المواطن هو الهدف المنشود من قبل الجميع خلال هذه المرحلة، لأنه عامل النجاح الأول لأى حكومة يكمن في قدرتها فى الاتصال والتواصل مع المواطنين وإشعاره أنه فى حيز اهتمامها وأن مشكلاته أولوية لديها، وقتها سيقدر المواطن أى شيء.
نعم نجح مجلس أمناء الحوار الوطني خلال جولته الأولى فى تحقيق عدة إنجازات والخروج بعدد من التوصيات والمخرجات، لكن إعلان أن شعاره المواطن أولا دفع بمستوى التطلعات والآمال لتحقيق مزيد من المخرجات والتوافقات لمختلف القضايا التى تشغل بال المصريين.
وما يؤكد ذلك – في اعتقادى - قيام مجلس أمناء الحوار الوطنى بإعداد جدول أعمال عاجل وعلى رأسه تشريعات الحبس الاحتياطى، بالإضافة إلى وضع القضايا العاجلة التى طلبتها الحكومة، مثل قضية التحويل من الدعم العينى إلى النقدى، ونظام الثانوية العامة الجديد، والتأكيد على ضرورة العمل علي متابعة نبض الشارع في كل المحافظات من ناحية وتحقيق المصلحة العامة من ناحية أخرى لإرضاء المواطنين باعتبار ذلك هدفا للجميع.
وما أسعدنا - حقا - وضع مناقشة نظام الثانوية العامة ضمن القضايا العاجلة على أجندة الحوار الوطنى خلال الفترة المقبلة، لأن أولى الخطوات في تقدم الشعوب هو التعليم الصحيح، وهذا لا يتأتى إلا في وجود رؤية مستقبلية والتأمل في تجارب الآخرين بعيدا عن مناهج وسياسات الحفظ والتلقين.
وكلنا أمل أن تتحقق نتائج مهمة لهذه القضايا العاجلة سواء من قبل الحكومة الجديدة أو من قبل مجلس أمناء الحوار الوطنى، وأن يكون لدينا بناء توافق حقيقى بين القوى السياسية ما يحقق التنمية والرخاء والاستقرار في المجتمع والنهوض للدولة في كافة المجالات خاصة أننا في فترة استثنائية مليئة بالتحديات ونعيش في عالم يموج بالصراعات والمتغيرات.. حفظ الله مصرنا الغالية