باعتبارها الداعم الأكبر ومصدر الثقل والاتزان والسند للعرب جميعا، وجهت مصر الدعوة للأشقاء فى السودان بعقد مؤتمر يجمع فرقاء السودان لمناقشة وقف الحرب، ومعالجة الأزمة الإنسانية الكبيرة، والتحضير للمسار السياسي، واتاحة الفرصة أمامهم للجلوس تحت سقف واحد لأول مرة منذ اندلاع الحرب، وذلك لعقد حوار سوداني- سوداني.
وأعتقد أن هذه الخطوة بادرة أمل حقيقية لبناء جسور الثقة بين الفرقاء فى السودان، خاصة أن الدعوة وجهت إلى أكثر من 50 من قيادات القوى السياسية والمدنية والمجتمعية وشخصيات قومية ورجال دين، وراعت التوازنات بين القوى المحسوبة على مساندة الجيش السودانى والقوى الموالاة لقوات الدعم الدعم السريع.
والأهم أن موافقة القوى المدنية والسياسية على المشاركة في المؤتمر، يعني أنها باتت على قناعة بأن الوطن كله أصبح في مهب الريح، ولثقتها فى القاهرة فى القدرة على الضغط لاحداث توافق من أجل الوصول إلى مسار سياسي وبناء علاقات جديدة على أسس جديدة، لبلورة خريطة طريق نحو حل الأزمة السودانية.
ونأمل فى نجاح المؤتمر ويقظة الأشقاء في السودان لما يحاك ضد بلدهم من مخططات خبيثة هدفها التقسيم وتدمير السودان، وكلنا أمل فى أن يكون هذا المؤتمر خطوة نحو إعادة ترتيب البيت السودانى، فالمعاناة كبيرة على كل المستويات إنسانيا وصحيا واجتماعيا، وحجم الدمار والخراب هائل ومروع، ومأساة ملايين السودانيين تتطلب الالتقاء لا الاختلاف وتغليه المصالح العامة على المصالح الضيقة.
نهاية.. كلنا أمل فى أن تلتقط القوى السياسية والمدنية الفرصة لإنقاذ، دولتهم من الضياع وذلك في إطار احترام مبادئ سيادة السودان ووحدة وسلامة أراضيه، وعدم التدخل في شئونه الداخلية، والحفاظ على الدولة ومؤسساتها، خاصة أن أمامهم فرصة ذهبية، لأنها تأتى من مصر الذى ثبتت بالفعل أنها الداعم الأكبر والنزيه منذ اندلاع الأزمة في أبريل من عام 2023، فهى من سخرت ثقلها السياسى والاستراتيجى لاحتواء الأزمة وحقن دماء الشعب السوداني، وذلك في إطار ثواابتها المتمثلة فى استقرار ووحدة السودان وعدم التدخل فى شئونه الداخلية وسلامة شعبه الشقيق وتقديم كل المساعدات الممكنة والحفاظ علي الأمن القومي المصري.. حفظ الله مصرنا الغالية وووفق الله الأشقاء في السودان ..
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة