تعرض الرئيس الأمريكي السابق والمرشح الحالي بالانتخابات الرئاسية الأمريكية دونالد ترامب عن الحزب الجمهورى لحالتين من الاغتيال والحديث عن أن ما حدث بمثابة مسرحية من أجل تحقيق مكاسب انتخابية، وكذلك تعاطى واشنطن مع حرب غزة بسياسة الخداع الاستراتيجي حيث الموافقة على دعم لامحدود لإسرائيل لترتكب جرائم حرب ومجازر إنسانية، يكشف عن دلالة ومؤشر قوى أي كان من يقف ووراء هذه الاغتيالات، أو سبب دعم واشنطن لاسرائيل هو تنامى العنف السياسى في الولايات المتحدة بشكل مُلفت خلال الفترة الماضية ما انعكس على تعاطيها في إدارة النظام العالمى بشكل عام وأدى إلى حالة من التعقيد والاستقطاب وتآكل الديمقراطية التي دائما ما تتشدق بها.
ليكون السؤال، ماذا لو لم يفز ترامب في الانتخابات.. ؟ وماذا سيفعل وهل سيتكرر موقف حصاره للكونجرس؟.. وهل تنامى العنف السياسى وسقوط نموذج أمريكا الديمقراطى بعد عارها الكبير بسبب دعمها للاحتلال الإسرائيلى وتسببها في قتل الآلاف من الأطفال والنساء والشيوخ في غزة يقودها إلى حافة الهاوية واندلاع حرب أهلية؟
والإجابة في ظنى عن كل هذه التساؤلات، أن الولايات المتحدة باتت أمام مرحلة جديدة، خاصة أنه لأول مرة نجد الديمقراطيين يرون في فوز مرشح الجمهوريين تهديد حقيقى ونهاية لمستقبل الحزب السياسي، وأن الكثير بات يرى أن كل الحروب والصراعات في العالم بسبب الديمقراطيين وبايدن وأوباما.
بل اللافت أن المعطيات في ميدان حرب غزة، تؤكد أن الدولة العميقة ودولة المؤسسات في الولايات باتت تفضل الديمقراطيين لأنهم الأكثر طاعة وتعاون من الجمهوريين، خاصة أن كان هناك صداما بينها وبين ترامب أثناء قضية حصار واقتحام الكونجرس.
وهذا يعنى أن مستقبل الولايات المتحدة بات على المحك في ظل سقوط شعارات الديمقراطية والحقوقية والحريات جراء دعمها للاحتلال الإسرائيلى، وفى ظل تنامى العنف السياسى وجراء تنامى خطاب الكراهية في الإعلام الأمريكي وكذلك التحشيد العنصري