تبقى لعبة كرة القدم بصفة عامة، ومباريات "الأهلي والزمالك" بصفة خاصة، لها طابع خاص لدى المصريين، فهي قادرة على "ضبط المزاج"، وتغيير "المود" وخلق حالة من السعادة.
باختلاف الانتماءات "أهلاوية" أو "زملكاوية"، تبقى مباريات كرم القدم، خاصة بين القطبين لها طبيعة خاصة عند المصريين، فهي قادرة على "لم شمل الأسر"، و"تجميع الحبايب" أمام شاشات التلفاز، في أجواء عائلية للاستمتاع بها.
لا يتوقف الأمر على وقت المباراة، بل يمتد لما بعد ذلك بأيام، حيث تزدحم منصات التواصل الاجتماعات بـ"البوستات" وفيديوهات المواطنين، تعليقا على المباراة، حيث ينتصر كل فريق لناديه المفضل، وتظهر "ايفهات" المصريين، والدعابة الرائعة، والروح "الحلوة" بين الجميع.
تجد سعادتك الحقيقية، وأنت تشاهد هذه المباراة، مع مشجعين يعشقون كرة القدم منذ نعومة أظافرهم، ويدعمون أنديتهم بحرارة شديدة، تشعر بجوارهم أنك في قلب "الاستاد"، وقدميك تتحرك نحو الـ"18"، وكأنك تستعد لتسجيل هدفا على طريقة وسام أبو علي أو سيف الجزيري.
لدي تجربة شخصية، مع هؤلاء العاشقين للرياضة بروحهم الطيبة، فها هو "الحج محمد إسماعيل" الذي تخطى عمره الستين عامًا، المقيم بمدينة طنطا، يعشق "الأهلي"، ويفرح بفوزه من أيام أهداف طه إسماعيل وصالح سليم، تجلس بجواره وأنت تشاهد المباراة، وكأنك تجاور محللا رياضيا عتيقا، متمسكا بالمعلومات والفنيات الرياضية، ودهاليز اللعبة، يحلل فتستمتع، ويتحدث فتنصت له، فتجد بجواره متعة تضاف لمتعة المباراة.
على الشاطئ الآخر، في مدينة الشيخ زايد بمحافظة الجيزة، حيث الصديق العزيز العميد أيمن عبد القادر، صاحب القلب الأبيض بلون تيشرت الزمالك، أفنى سنوات طويلة من عمره في تشجيع مدرسة الفن والهندسة، يعرف جيدًا كل تفاصيل اللعبة، متابعا بعناية لأخبار الفريق وصفقاته وتحركاته، يدعم فرسان ميت عقبة، من أيام المعلم حسن شحاتة مرورا بجمال حمزة وعمرو زكي ووصولا لشيكابالا.
هذه الأجواء الرائعة بين مشجعي الفريقين، والروح الطيبة في التشجيع، لا تقتصر على المقيمين داخل البلاد، بل تمتد وصولا للطيور المهاجرة خارج مصر.
الرائع في الأمر، هذا الاهتمام الكبير في الوطن العربي ومعظم بلدان العالم بديربي الزمالك والأهلي، ما يؤكد أننا لدينا كرة قدم تستحق التقدير والدعم، ولاعبيين يرفعون اسم مصر في المحافل الدولية.