"البحث عن الشو"، و"البحث عن تريند"، و"البحث عن نسب مشاهدات مرتفعة"، كلها أمور تقود أصحابها لارتكاب جرائم في سبيل تحقيق أهدافهم، قد تنتهي بالسجن.
ما أقوله لك هنا ليس دربًا من الخيال، ولكنه واقع، نعيشه بشكل شبه يومي، فما واقعة اختطاف عروسين الدقهلية الوهمي عنا ببعيد، فلك أن تتخيل، أن يخطط عروسين لاختطاف وهمي ليلة زفافهما، من أجل زيادة عدد المشاهدات على صفحاتهم عبر السوشيال ميديا، أو "ركوب التريند"، دون أن يلتفتوا للمخاطر التي وقعت على ذويهم، والألم النفسي الذي أحاط بمن حولهم، وحالة الخوف والرعب التي بثوها في المجتمع.
هذه الواقعة ليست الوحيدة، فقبلها عذب طالبا قطة، ووثق هذا المشهد الصادم بفيديو، أملا في زيادة نسب المشاهدة عبر السوشيال ميديا، وقبلها تلك السيدة التي بثت فيديوهات صادمة، والشباب الذين يستعرضون بالسيارات في الطرقات، ويوثقون ذلك بالفيديو لاستقطاب المشاهدات وتحقيق عوائد مادية.
نحن أمام حالة من الانحدار السلوكي، وخطر يهدد الجميع، في ظل تراجع دور الأسرة، وغياب الوازع الديني، لدى البعض، فتصبح كل الأشياء مباحة ومتاحة، حتى لو انتهت بجريمة.
نحن في حاجة ماسة، لضبط الأداء عبر منصات التواصل الاجتماعي، ومواجهة "ركاب التريند"، حتى نحافظ على المجتمع وقيمه، ونستعيد أخلاقنا الجميلة، وقيمنا الأصيلة، قبل فوات الأوان، ولا نترك المجال للباحثين عن "أموال المشاهدات" يهدمون قيمنا، ويخربون عقول أبنائنا، حتى لا نندم جميعًا.