مؤكد أن تصدر مصر لمؤشر القوى الناعمة العالمى في القارة الأفريقية لم يأت من فراغ ولا محل صُدفة، وإنما أتى نتيجة لجهود مقدرة بذلت من قبل الدولة المصرية في ظل جمهورية جديدة تستهدف بناء الإنسان والدولة معا، وفى ظل حرص القيادة السياسية على اتباع سياسة الرشد والحكمة والتنمية في كل توجيهات لتحقيق السلام والاستقرار والرخاء.
وهو ما يكشف حرص مصر على إعادة التأثير من خلال استرداد القوة الناعمة كسلاح لتحركها ولخدمة مصالحها ولتنفيذ أجندتها في عالم يموج بالمتغيرات والأخطار، وهو ما نجحت فيه بامتياز من خلال عدة مسارات، منها أن الاعتماد على دبلوماسية التنمية في تعامل مصر مع دول القارة الأفريقية، حيث تذهب بالبناء والتعمير والرخاء والدعم، وهو ما ظهر جليا خلال السنوات القليلة الماضية من إقامة مصر مشروعات تنموية في كل دول القارة، ومن خلال عقد شراكات استراتيجية مع دول كثيرة بالقارة ومن خلال توجيه الدعم الصحى والدوائى والتعليمى.
إضافة إلى حرص مصر على تعزيز الثقافة والفنون والإعلام كمسارات للتعامل، والتأثير، والإقناع، فتحققت الريادة خاصة أن مصر تمتلك التاريخ وجغرافية الموقع والثقل السياسى والاستراتيجى.
وعلينا أن نتذكر أن المتحدة للخدمات الإعلامية كلمة السر في استرداد القوة الناعمة بعد إطلاق عدم مبادرات إعلامية وتوعوية من شأنها الارتقاء بمنظومة القيم الإنسانية والمصرية، من مبادرات أخلاقية واجتماعية وتنموية، ومن إقامة مهرجانات ومؤتمرات كمهرجان العالم علمين الذى ساهم بقوة في تحسين صورة مصر أمام العام وكان جسرا لعرض جهود مصر التنموية والسياحية والثقافية.
وأخير .. إن اعتماد مصر على دبلوماسية التنمية والرشد والحكمة في تعاملها مع كل الملفات ومع محيطها العربى والإقليمى وفى التعامل مع قضايا ومصالحها مكنها من تحقيق المعادلة الصعبة ومكنها من لعب دور عالمى ودولى في كل الملفات، وزاد من تأثيرها إقليميا ودوليا رغم التحديات والأخطار التي تحاك ضدها.