الحديث عن التوصل الى اتفاق لإنهاء الحرب في غزة، تحت شعار "الفرصة الأخيرة" بات يلوح في الأفق كثيرا رغم مواصلة العدوان الإسرائيلى الغاشم على قطاع غزة، وإصرار نتنياهو على شن حرب في الضفة الغربية لا تقل عن ما تجرى في غزة.
لذلك فإن هذه الأحاديث والتصريحات الإعلامية تأـى في إطار ما يُسمى بسياسة التبريد لا أكثر، وما يؤكد ذلك هو أن الولايات المتحدة تدير مفاوضات تعرف أنها لن تفضي إلى اتفاق لكنها توفر غطاء لاستمرار الحرب، حتى ولو صدرت أن هناك تفاؤلا لأن إبداء التفاؤل سياسة أمريكية لكنها دائما لا تعبر عن الحقيقة.
وبالتالي فإن الكل بات على يقين أن الولايات المتحدة تحاول توفير ظروف استمرار الحرب من خلال المساواة بين المقاومة والمحتل الذي يواصل إبادة الفلسطينيين وتهجيرهم بشكل ممنهج سواء في الضفة أو في غزة، خاصة أنه تم تقديم 3 مقترحات أمريكية وأشرف عليها "وليم بيرنز" مدير المخابرات المركزية شخصيا ثم تنصلت منها إسرائيل علنا ولم يعلق "بيرنز" على هذا التنصل.
لذا، يجب الحذر والانتباه من سياسة تبريد الأزمة التي تتبعها الولايات المتحدة في تعاطيها مع الحرب، في ظل مواصلة نتنياهو تنفيذ خطته القائمة على تغيير الأوضاع الأمنية والاجتماعية في غزة والضفة الغربية مستثمرا في دعم واشنطن اللامحدود وصمت المجتمع الدولي المخزى.