أزمة المناخ لعنة تصيب الكوكب وحرائق لوس أنجلوس آخر كوارثها.. ارتفاع غير مسبوق فى درجة حرارة الأرض عام 2024.. ظاهرة نيينو تسببت فى تلف المحاصيل الزراعية وزيادة الأسعار.. والجفاف يثير رعب العالم فى 2025

الإثنين، 13 يناير 2025 01:00 ص
أزمة المناخ لعنة تصيب الكوكب وحرائق لوس أنجلوس آخر كوارثها.. ارتفاع غير مسبوق فى درجة حرارة الأرض عام 2024.. ظاهرة نيينو تسببت فى تلف المحاصيل الزراعية وزيادة الأسعار.. والجفاف يثير رعب العالم فى 2025 حرائق لوس أنجلوس
فاطمة شوقى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

بدأ عام 2025 مع بعض التأثيرات الجوية الناتجة عن التغيرات المناخية، والتى أدت إلى العديد من الكوارث الطبيعية آخرها حرائق لوس أنجلوس ، التى أدت إلى دمار مساحات شاسعة من الأراضى ، وخسائر مالية ضخمة ، بالإضافة إلى موجة الجفاف الكبيرة التى تواجه بعض الدول الآخرى.

الاحتباس الحرارى


يعد تغير المناخ أحد العوامل الرئيسية وراء زيادة نشاط الحرائق، فقد أصبحت موجات الحر الشديد أكثر احتمالية في الوقت الحالي، لتزداد بمقدار 5 مرات مقارنة بما كانت عليه قبل 150 عامًا،وهو ما يهدد السنوات المقبلة بالمزيد من الكوارث الطبيعية الناتجة عن الاحتباس الحرارى واترافع درجات الحرارة ، وأفاد علماء أن عام 2024 شهد تجاوز حرارة الأرض عتبة 1.5 درجة مئوية للمرة الأولى في التاريخ الحديث بسبب غازات الدفيئة، وسط مخاوف من أن تكون الأرض قد تجاوزت حاجز الإنقاذ.

وأكدت خدمة كوبرنيكوس لمراقبة تغير المناخ التابعة للاتحاد الأوروبي هذا الأمر، وأشارت إلى أن تغير المناخ يدفع درجة حرارة الكوكب إلى مستويات لم يشهدها البشر من قبل في العصور الحديثة، وفقا لصحيفة لاراثون الإسبانية .
وقالت كوبرنيكوس إن متوسط درجة حرارة الكوكب في عام 2024 كان أعلى بمقدار 1.6 درجة مئوية عما كان عليه في الفترة من 1850 إلى 1900 وهي "فترة ما قبل الصناعة" قبل أن يبدأ البشر في حرق الوقود الأحفوري الذي ينبعث منه ثاني أكسيد الكربون على نطاق واسع،  وهذا ما جعله أيضاً العام الأكثر حرارة على الإطلاق.


دور تغير المناخ في حرائق الغابات الكارثية في لوس أنجلوس في عام 2025


وبدأ العام الجديد بواحدة من أكثر حرائق الغابات تدميراً في التاريخ، وهى  عاصفة نارية في منطقة لوس أنجلوس أسفرت عن مقتل حوالى 16 شخص  وتحويل آلاف المنازل إلى رماد، واشتدت حرائق كبيرة امتدت على مساحة تزيد عن 10 آلاف فدان بسبب الجفاف الشديد ورياح سانتا آنا التي وصلت سرعتها إلى 100 ميل في الساعة، وفقا لصحيفة الكوميرثيو الإسبانية.

وقال عالم المناخ دانييل سوين إن الحريق  قد يصبح أكثر حرائق الغابات تكلفة في التاريخ، ويتوقع أن تفوق الخسائر الاقتصادية التي تجتاح المنطقة بأكملها أي حرائق أخرى، و وفقًا للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي، كان موسم حرائق الغابات الأكثر تكلفة حتى الآن (بعد تعديله إلى دولارات عام 2024 لمراعاة التضخم) هو عام 2018، حيث بلغت الخسائر 30 مليار دولار، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى الحرائق المدمرة في كاليفورنيا.
وكان من أبرز هذه الحرائق حريق كامب فاير في نوفمبر ، الذي دمر مدينة بارادايس في كاليفورنيا، وأسفر عن مقتل 85 شخصا وتدمير أكثر من 18800 مبنى. تسبب هذا الحريق في خسائر تقدر بـ 12.5 مليار دولار، ما يجعله الأكثر تكلفة في التاريخ.


الجفاف والحرائق


وأشار الخبراء إلى أن الطريقة الرئيسية التي يؤدي بها تغير المناخ إلى تفاقم حرائق الغابات هي جفاف  النباتات، حيث  تؤدي الحرارة الطويلة الأمد إلى تحويل الغابات والمراعي إلى مواد قابلة للاشتعال، مما يؤدي إلى حرائق أسرع وأكثر كثافة.

في حالة حرائق هذا الأسبوع، كان نمو النباتات في أوائل عام 2024 مدعومًا بشتاء أكثر رطوبة من المعتاد في جنوب كاليفورنيا. ومع ذلك،و كان صيف عام 2024 هو الأكثر سخونة على الإطلاق في كاليفورنيا. وقد أدى الجمع بين هذه الحرارة القياسية والجفاف الشديد إلى جفاف الغطاء النباتي الوفير الذي كان ينمو خلال فصل الشتاء. وعلاوة على ذلك، تأخر موسم الأمطار في جنوب كاليفورنيا، والذي يبدأ في أكتوبر،و  نوفمبر،  وبحلول يناير 2025، كانت الظروف مواتية بالفعل لجفاف شديد.


دول تعانى من الجفاف فى 2025


وتعانى معظم دول العالم من موجة جفاف غير مسبوقة والتى أصبحت تمثل كارثة حقيقية لتأثيرها على المحاصيل الزراعية وانخفاض خزانات المياه فى العديد من الدول، ولكن ما يعد صدمة حقيقية تلك الصور التى تم نشرها عن جفاف نهر الأمازون الذى يعتبر الأكبر فى العالم، حيث منطقة الأمازون تمتلك خمس المياه العذبة على الكوكب، وهو ما ينذر بخطر حقيقى يؤدى إلى المجاعات.

كما  تعانى البرازيل من موجة جفاف شديدة، أثرت بشكل واضح على محصول البن، والآن يحد الطقس الجاف من نمو فول الصويا فى البرازيل مما يضع المزارعين هناك فى حالة تأهب، حسبما قالت صحيفة لا اكسبانثيون المكسيكية.
وأشارت الصحيفة إلى أن التوقعات لمحصول فول الصويا فى عام 2025 فى البرازيل، أكبر منتج ومصدر فى العالم، حوالى 170 مليون طن مترى، ولكن الإنتاج فى ريو جراندى دو سول، حيث كانت الأمطار نادرة، ضرورى لتحقيق الهدف، رقم قياسى، وفقًا لبعض شركات الاستشارات الخاصة.

وقالت عالمة الأرصاد الجوية الزراعية لوآنا كاردوسو من وكالة الزراعة فى ريو جراندى دو سول "لقد مرت بعض المناطق بأكثر من 15 أو 20 يوما دون هطول أمطار كبيرة، وبدأ نمو فول الصويا يتأثر إلى حد ما".
أما فى المكسيك، فإنها تعانى من موجة جفاف شديدة حتى مايو 2025، وتوقعت اللجنة الوطنية للمياه (كوناجوا) منذ الأيام الأخيرة من شهر نوفمبر أن يستمر موسم الجفاف فى عام 2025 لمدة 6 أشهر تقريبًا، وينتهى فى مايو 2025، وفى نهاية عام 2024، فى التقرير الأخير الذى قدمته هيئة الأرصاد الجوية الوطنية (SMN) فى المكسيك، عانت حوالى 300 بلدية من أنواع مختلفة من الجفاف.

كما أدت بعض الظواهر الجوية منها النينيو إلى ارتفاع الاسعار ، خاصة لمحصول البن والكاكاو ، حيث تأثرت كلا من  ساحل العاج وغانا، اللتان تنتجان معاً أكثر من 60% من الكاكاو في العالم، بشدة من جراء الظروف الجوية القاسية وأمراض المحاصيل.

وبالإضافة إلى ذلك، أدت أمراض مثل فطر القرون السوداء وفيروس تورم براعم الكاكاو إلى تدمير المزارع، مما أدى إلى انخفاض الإنتاجية بنسبة تصل إلى 50% في المناطق المتضررة، وفقا للمنظمة الدولية للكاكاو.

 







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة