سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 4 يناير 1964.. رفعت الجمال يعود إلى إسرائيل من ألمانيا ويواصل علاقته العميقة مع موشى ديان وبن جوريون وجولدا مائير وعازرا ويزمان

السبت، 04 يناير 2025 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 4 يناير 1964.. رفعت الجمال يعود إلى إسرائيل من ألمانيا ويواصل علاقته العميقة مع موشى ديان وبن جوريون وجولدا مائير وعازرا ويزمان رفعت الجمال
سعيد الشحات

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

استعد جاك بيتون «رفعت الجمال» أو «رأفت الهجان» حسب اسمه فى المسلسل التليفزيونى إلى العودة لإسرائيل من ألمانيا، بعد أن قضى فيها إجازة بدأت يوم 22 ديسمبر 1963، وفقا لما جاء فى كتاب «18 عاما خداعا لإسرائيل – قصة الجاسوس المصرى رفعت الجمال»، وأصدرته «مؤسسة الأهرام» فى تسعينيات القرن الماضى، والكتاب عبارة عن مذكرات تركها «رفعت الجمال» عند محاميه الألمانى، وأوصى بألا تفتح إلا بعد وفاته بسنوات، كما يضم رواية زوجته الألمانية «فالترا ود بيتون» عن ذكرياتها معه.


كان «بيتون» فى «فرانكفورت» بألمانيا، مع «فالترا» التى تعرف عليها قبل أسابيع قليلة من سفره، وأصبحت زوجته فيما بعد، وجاء سفره إلي» فرانكفورت» فى عز اندماجه فى المجتمع الإسرائيلى بوصفه أحد شخصياته المهمة التى بدأت حياتها فى تل أبيب بعملية ناجحة للمخابرات المصرية تمكنت فيها من زرعه دون الكشف عنه، ويتذكر هو بداياتها، قائلا: «فى يونيو 1956، استقبلت سفينة متجهة إلى نابولى قاصدا أرض الميعاد، ودعت مصر دون أن أدرى ما سوف يأتى به المستقبل».


تتذكر «فالترا» وقت عودتهما إلى إسرائيل، قائلة: «مضى الوقت سريعا فى ألمانيا، وفى الرابع من يناير «مثل هذا اليوم» 1964، حان وقت العودة إلى «الوطن» إلى تل أبيب، سافرنا أول الأمر إلى مرسيليا بفرنسا لشحن السيارة الجديدة التى اشتراها لى «جاك» عندما كنا فى ألمانيا، عدنا إلى تل أبيب، وحضرنا العديد من حفلات العام الجديد، إذ كانت لجاك علاقات كثيرة واسعة كرجل أعمال أو علاقاته الخاصة، كنت فى شرخ شبابى، وكان كل شىء جديدا فى عينى، كانت لجاك وكالة سفريات للسياحة فى وسط المدينة اسمها «سى تورز»، وهيأت لنا هذه الوكالة فرصة للسفر ولقاء كثير من الناس، وعقد صفقات كثيرة مع الشباب من موظفى الحكومة».


تضيف «فالترا»: «كانت الوكالة عبارة عن دكان به مكتبان أو ثلاثة، وله نافذة عريضة، كانت السكرتيرة تشغل مكتبا منها، ويشغل «جاك» مكتبا آخر، والثالث يشغله الدكتور «روايز» شريك جاك، كانوا ينظمون رحلات سياحية مختلفة، وسفريات إلى إيطاليا وإسبانبا وألمانيا، ونظموا رحلات كثيرة للوزارات، وكان يقول لى إن الشركة تحقق ربحا جيدا، وكان هذا واضحا من مستوى إنفاقه».


تتحدث «فالترا» عن صداقات «بيتون» أو «الجمال» مع القيادات الإسرائيلية الرفيعة، قائلة: «كان أقرب الأصدقاء لنا هم، موشى ديان «وزير الدفاع» و«جولدا مائير» وزيرة الخارجية ثم رئيسة الحكومة، وبن جوريون «أول رئيس وزراء لإسرائيل، وعزرا وايزمان «رئيس إسرائيل 1993 - 2003»، وكان جاك وموشى وعزرا أشبه بالفرسان الثلاثة، وكانوا عندما يجتمعون معا، نادرا ما يعكر صفوهم أى شىء، كانت حياتهم مزاحا فى مزاح، أما جولدا وبن جوريون فكانا بمثابة الأبوين له، لقد تقبلانى برضا وترحاب، وأبديا عطفا كبيرا نحوى، كانت جولدا كثيرا ما تسألنى عما إذا كان جاك يحسن معاملتى أم لا؟ كانت على استعداد لأن تأمره بالجلوس أمامها لتوصيه خيرا بى، وتأمره بذلك، غير أنى كنت أقول لها دائما إنه مثال الرجل المهذب معى».


تضيف «فالترا»: «قابلت جولدا أول مرة فى حفل كوكتيل رسمى، ووجدتها سيدة جادة تماما، ونشأ بيننا نوع من التعاطف، إذ بدت كأم، كانت عطوفا للغاية، شديدة الاهتمام بالأمور العادية، سألتنى عن زواجى، وما إذا كنت سعيدة به، وما إذا كان زوجى يحسن معاملتى، وإلا فإنها ستلقنه درسا نافعا فى ضوء خبرتها، أما بن جوريون فكن يحب جاك، ويعتبره ابنا له، ويستقبله بالأحضان والقبلات مثل صديقين حميمين، أو شخصية من أسرة واحدة حتى أننى سألت جاك: هل أنت من أقربائه؟ أم ماذا؟ فأجاب: لا، نحن مجرد أصدقاء مخلصين حميمين وقريبين من بعضنا البعض، ولذا يعاملنى بود، سألته: هل تعرفه منذ أن أتيت لإسرائيل؟ أعرفه منذ وقت طويل، كان هذا هو رده، فلم يكن يعطى إجابات مفصلة عن الأسئلة».


تكشف «فالترا»: «كان جاك يتحدث مع بن جوريون بالعبرية بطلاقة شديدة، واعتاد بن جوريون أن يكون ودودا معى للغاية، يسألنى، عما إذا كنت مرتاحة فى إسرائيل؟ لأنه كان يخشى من أن لا يحب الوافدون الإقامة فى إسرائيل، لذلك كان يبادرنى فى كل مرة بسيل من الأسئلة: هل تحبين البلد؟ هل تشعرين أنك فى وطنك؟ هل تستمتعين بوقتك؟ هل تجدين الإسرائيليين ودودين؟ هل تحبينهم؟ وقد أهدانى عملة ذهبية ما زلت أحتفظ بها، لم تكن علاقة جاك بكبار المسؤولين علاقة عمل، بل علاقة صداقة وحب، وكان حريصا على هذه العلاقة، فهو دائم الاتصال بهم تليفونيا، ويزورهم، ويسألهم عما إذا كان يستطيع أن يقدم لهم أى خدمة، أو يحضر لهم شيئا ما عند سفره للخارج، وإضافة للثلاثى جاك وديان ووايزمان، كان لهم صديقان آخران هما روبرت كايلر، وشواب».







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة