يسرى الفخرانى

صباح الخير يا أمى!

الأربعاء، 05 مايو 2010 09:07 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الحياة صعبة، ولا أتمنى أن نضاعف صعوبتها أونجعلها أكثر قبحا وأكثر عتمة وأكثر حزنا، أتمنى أن نخفف هذه الهموم التى نعيشها ولو لبعض الوقت من أجل أن نصبح أكثر قدرة على تغيير حياتنا.

يجب أن نفكر ونحلم ونتمنى.. ونحن نشعر أن هناك أملا، الحياة بدون أمل موت نهائى لارجعة فيه، ويجب أن ننظر للنصف الشجاع داخلنا.. النصف الجرىء.. النصف الذى يؤمن بأنه قوى بما يكفى ليتحمل الضربات الموجعة والصدمات الكبيرة.. لكنه فى الوقت نفسه يدرك أنه سينجح فى تغيير حياته إلى الأفضل ولوبعد حين.

الحياة صعبة.. لكنها حلوة، تستحق أن نعيشها ونفرح بها ونكون سعداء معها. أنت لست أقل من أحد. الذين نجحوا فى تغيير حياتهم وواقعهم المر ليسوا أقوى ولا أفضل ولا أشطر منك، هم فقط وضعوا ظهورهم لحائط الحياة وانطلقوا، كانوا مفلسين مثلك من النجاح.. لكنهم أغنياء بالقوة والإرادة والرغبة فى النجاح. دائما كان عندهم أمل.. والأمل نور من الله يهديه لمن يرغب فى أن يفعل شيئا بحياته.. ويفعل شيئا لحياته.

لم يخلق الله أى شىء سهلا، الإنسان خلقه على مهل، والكون خلق فى أيام، والأنبياء عاشوا أصعب حياة وأصعب معاناة وأصعب ظروف من أجل أن يصبحوا أنبياء الله بكل تواضعهم الجميل ورسالاتهم العظيمة.

فمن أنت ؟ أنت شاب يريد أن يجعل لحياته معنى وقيمة ويشعر بطعم الأيام السعيدة، هذا حقك.. فماذا فعلت سوى الانتظار.. وماذا فعلت سوى أنك تلعن الظلام بينما لم تتحرك نحو الشمس.. ماذا فعلت سوى التعامل بالنصف البائس الضعيف المهزوم داخلك، ولا تقل لى من فضلك: حاولت.. وفشلت. فماهى الحياة إلا محاولات مستمرة لتغير واقعك.

هناك قصة امرأة شابة تجعلنى دائما أتوقع الأجمل بعد كل فشل.. هذه المرأة تزوجت وعمرها 22 سنة، وظلت تحاول الإنجاب طوال 15 سنة، وفى كل مرة كانت تحمل جنينها ويموت فى بطنها فى الشهر الثالث أوالرابع، تكررت المأساة خمس مرات تقريبا، وفى كل مرة كانت تقف بين الحياة والموت، وإلى الموت أقرب، وعندما تعود لتكرر الحلم كان الأطباء يحذرونها من الموت فى أى لحظة، لكنها أصرت على البحث عن حلمها المفقود بطفل يقول لها: صباح الخير ياأمى.

وكانت تقول لنفسها وزوجها والناس: إذا كان مكتوبا لى أن أموت الآن فسوف أموت لأى سبب، وإذا كان مكتوبا لى أن أعيش مع طفل فهذا رزق من الله أسعى له، فتركوها تحاول وتتعذب وتصر وتحافظ على نقطة الأمل داخلها، حتى رزقها الله ثلاثة أطفال، عاشوا وعاشت !
فى أى لحظة يمكن أن تشرق الشمس دافئة موحية رائعة.. المهم أن نبحث عنها ونتحرك لها ونقول يارب.
لن يخذلك الله أبدا.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة