يسرى الفخرانى

يا صديقى إنها سنة جديدة!

الإثنين، 12 ديسمبر 2011 05:28 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تأخذ السنة أيامها الأخيرة وترحل.. الغريب أنها تحاول أن تأخذنا معها إلى أيام ماتت، وعمر لم يعد معنا، ولاهو قابل للتعديل، هذه سنة صعبة أولها وأخرها، أحداثها أكبر من الاحتمال، وحوادثها أعمق من الفهم، ماأصعب أن تودع عاما، كان فيه مالم تفهمه أكثر بكثير مما فهمته، غزارة ماحدث فى 2011 - أكتبها للذكرى - يبدو مثل انهيار جسر بين ضفتين، وكنا فى المنتصف، حين وجدنا أننا لا هنا ولا هناك، كل السبل مقطوعة وتحتاج إلى عناية إلهية، لنجد قاربا ينقذنا، فنذهب إلى أحد الضفتين.

لكل من يسألنى: ماذا ترى؟ أقول لا أرى، وأنا أقول الحقيقة التى يجب أن نقولها جميعا، فليس على أرض الواقع حتى الآن من يعرف ومن يرى ومن يقرر، فنحن أشبه بقطط وفئران عبثت بكرة صوف فعقدتها، وأجد أنه من المناسب أن نستقبل عاما على الأقل ونحن متفقون، هل نحن قطط أم فئران ؟.. نلعب فى النور أم نعشق الظلام؟

أفهم أن مصر جميلة وأجمل مافيها أناس أراهم فى الصباح المبكر فى شوارعها، يذهبون إلى أعمالهم فى أمان الله، تحمل وجوههم مسحة ابتسامة، تخفى عمق الجرح، لكنها تكشف فى الوقت ذاته كم هذا المصرى راضٍ وبسيط، اللقمة تشبعه، وكلمة حلوة تجعله مثل عصفور، يحتاج إلى معاملة بنى أدم، هؤلاء أحبهم، أشعر بالأمان، وبيننا صباح الخير، وسلامو عليكم، واتفضل و دعوة طيبة لباب السماء.

الأغلبية راضية وليست هذه تهمة بالغباء أو السذاجة أو الجهل، كما يحاول البعض أن يفسر طيبته ورضاه، قوة المصرى رضاه وطيبته، يؤثر الخير ويقصر الشر، ووقت الشدة رجل وبطل، قوى لاتهزمه أصعب الأزمات، محاولة هدم هذا السور العظيم الذى يحمى كل مصرى، محاولة تشويه أجمل صفاته والسخرية منها، محاولة تقليب المواجع وتقليب القلوب، فتنة غرضها قتل أغلى صفاتنا وأروعها.

نستقبل عاماً، ولابد أن يكون معنا كثير من الأمل، كثير من الأمان، نكسر كما الإسكندرانية - وأنا منهم - ألف مكنسة قديمة وراء مافت، نذهب إلى عمر جديد، ونحن أخف وزنا، وأثقل قدراً، نفكر فى مستقبلنا بشهية، ونعمل بضمير، نتعامل مع الآخرين بقلوب مفتوحة وليس بأفكار سابقة.

ياصديقى، كم أحب أن نتبادل محبتنا على عتبات السنة الجديدة، كم أحب أن أعطيك أملاً وتعطينى وعداً، كم أحب أن نتسامح ونتصالح ونصفو ونطفو فوق أزماتنا فنراها أصغر بكثير مما نتصورها، كم أحب أن نبدأ فنتعامل مع الحياة.. وأنها يجب أن تتغير للأفضل، وأن يكون غايتنا فيها السعادة، كم أحب أن نحب أنفسنا أكثر، فنحب بعضنا أكثر.

سنة، وكم سنة فى العمر أصلاً، تصورها هكذا، وقل لى من فضلك: هل يهون عليك عام من عمرك يضيع هباء؟ لا أريد أن أبذل جهداً كبيراً من أجل أن أقنعك أن تكون على باب سنة، نجمة لامعة فى سماء صافية، ابذل أكثر من الحب فى حب حياتك، وسوف تكسب وسوف نكسب نحن أيضاً حياة سعيدة، كما نتمناها وكما يجب أن تكون.

استعد لعامك بثلاثة: يقين بقدرة الله ورحمته التى وسعت كل شىء، أفكار جديدة تعلق عليها أمانيك فى سنة جديدة، إرادة قوية تصل بها إلى ماتريده، سنة سعيدة ياصديقى، تمناها تجدها.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة