د.عمرو هاشم ربيع

وسطاء حل الأزمة المصرية

الأحد، 03 مارس 2013 07:29 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الأزمة المصرية الحالية لا يمكن لها أن تستمر طويلا، وإلا سيكون هناك حالة من التدهور الاقتصادى والاجتماعى الذى يشى بما يشبه الثورة الجديدة. هذه الثورة يسميها البعض بثورة جياع، وهى ثورة من المؤكد أنها لن تعرف لا الإخوان والتيار الدينى ولن تعرف الإنقاذ. من هنا يجب الاهتمام قبل فوات الأوان بحل الأزمة المصرية الراهنة.

الوقت الآن أصبح ملح من أى وقت لإيجاد حل. هذا المقال لا يبحث فى الحل، ولكن يبحث فيمن يقود الوصول إلى حل.

المؤكد أن كلا الطرفين (الإخوان- الإنقاذ) أصبحا غير قادرين على الذهاب لحل. فكل طرف يضع شروط للحوار قبل الذهاب إليه، خذ مثلا الشروط الأخيرة التى طرحها الرئيس مرسى للحوار الوطنى الأسبوع الماضى، والتى حدد فيها وحده أجندة الحوار بجعل النقاش قاصر فقط على ضمانات نزاهة الانتخابات.

الأطراف الحزبية على الساحة أصبحت وجوه غير مقبولة لقيادة الحوار، لأن بعضها ينتمى بالتبعية لطرف أو لآخر، أو أن بعضها له أجندة سياسية، حزب الوسط طرح نفسه كوسيط منذ الخلاف على تأسيسية الدستور الثانية، وإذ به يأخذ جانب السلطة ليثبت إخوانيته التى أكدتها أمن الدولة إبان مبارك، حزب غد الثورة طرح نفسه وسيطًا منذ الدعوة للاستفتاء على الدستور، لكنه لم يكن صاحب نفس طويل، فأصيب بالملل ولحق بسرعة بقطار السلطة، وذهب لمائدة الحوار دون زملائه فى الإنقاذ.

حزب النور السلفى الذى أعياه توظيف الإخوان له، ما جعله يصبح على خلاف معهم، طرح مبادرة تبنى فيها بعض مطالب الإنقاذ، لكنها رفضت جملة وتفصبلا من قبل الإخوان.. إذن من هو الطرف المرشح الآن لحلحلة الأزمة التى تفاقمت بإعلان الجبهة مقاطعة الانتخابات البرلمانية القادمة؟

الجيش: قد يرى البعض أن الجيش هو طرف وطنى وقادر على حسم تلك المشكلة، وهذا الأمر على الرغم من صحته، إلا أنه ليس طرفا مقبولا من قبل السلطة. فالسلطة الإخوانية لديها حالة فوبيا من الجيش، لا تريد أن تشركه فى السياسة حتى من قبيل قيادة المصالحة بين الأحزاب والقوى السياسية. بالكاد قبل الإخوان نزول الجيش إلى الشارع فى مدن القناة، ولولا الخشية على قناة السويس ما طالبوا بنزوله، وكلنا نتذكر دعوة الجيش للمصالحة للخروج من أزمة تأسيسية الدستور الثانية، يومها ألغى الجيش الدعوة بعد عدة ساعات بضغط من الرئاسة ومن قيادة الإخوان، رغم أن جبهة الإنقاذ قبلتها بلا شروط.

الأزهر: ظل الأزهر لفترة طويلة وجه مقبول من كافة الفواعل والقوى السياسية بما فيه الكنائس الثلاثة، وكلنا نتذكر ماذا قدم الأزهر من مبادرات ولقاءات بين القوى السياسية المختلفة إبان الأشهر الأولى للثورة، وهى لقاءات ساهمت فى تبريد حدة المشهد الساخن بين العسكرى والقوى المدنية والتيارات الدينية على اختلافها. ورغم ذلك لا زال الأزهر على ما يعتقد طرفا مقبولا للوصول لحل للأزمة الراهنة. لكن مشكلة الأزهر أن الإنقاذ أصبحت تستشعر تجاهه فى الفترة الأخيرة أنه لم يعد حاسمًا وقاطعًا فى معالجة الأمور. المثال البارز هنا هو موقف الأزهر من أعمال العنف التى وقعت إبان الاحتفال بالعيد الثانى للثورة. يومئذ وضعت وثيقة انسحب منها بعض عناصر الإنقاذ لأنها كما يرون اهتمت بالتنديد بالعنف دون أن تهتم بأسبابه.

الإدارة الأمريكية: الولايات المتحدة الأمريكية تسعى منذ فترة للتدخل لحل الأزمة المصرية، هى تعتبر نفسها صاحبة الفضل فى قدوم الإخوان للسلطة، وهذا الأمر يتبين صحته يومًا بعد يوم. فلولا الضغوط التى فرضتها الولايات المتحدة على العسكرى ما تولى الإخوان السلطة، والولايات المتحدة على الرغم من أنها فشلت فى المرات السابقة فى حلحلة الأزمة، إلا أنها تجد نفسها ملزمة عن أى وقت مضى لحل الأزمة التى تفاقمت مع رفض الإنقاذ المشاركة فى الانتخابات، بعد أن حملتها الأخيرة المسئولية ليس فقط للنكوث بوعودها السابقة لحلة مواقف الإخوان، بل أيضًا بوصول هؤلاء لناصية القرار، ما يشعرها ببعض الذنب أو المسئولية. وفرص الأمريكان أفضل من فرص الوسطاء الآخرين، فبيدهم أوراق ضغط كثيرة لحلحلة مواقف الإخوان، حتى لو كان الثمن حلحلة الموقف الحالى جزئيًا، أى بقبول الجبهة المشاركة فى الانتخابات، مقابل حزمة من الإجراءات لتحسين الأوضاع الاقتصادية.

لكل ما سبق يصبح السؤال من سيكون له السبق فى حلحلة الموقف السياسى؟.. هذا ما ستكشف عنه الأيام القادمة.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة