أطفالنا مستقبلنا، إذ أحسنا تربيتهم، نجحنا فى خلق جيل واعد، ينبؤ بمستقبل مشرق، فهم كالبذرة كلما ارتوت بشكل جيد، نمت الزرعة وتعرعت، وهناك عوامل كثيرة تؤثر فى تكوين شخصية الطفل، كالأسرة والمدرسة، والأصدقاء، إضافة إلى عامل لا يقل أهمية عما سبق، ألا وهو الفن.
الطفل بطبيعته يميل إلى البهجة واللعب، والفرحة، وبعض الفنون تدخل إلى قلبه السرور الذى يبحث عنه، سابقاً كان الأطفال يتفرجون على فوازير "نيللى وشريهان، وفطوطة، وبوجى وطمطم" ونشأوا على أغانى مثل "أبريق الشاى، وطيرى ياعصفورة، وفى البحر سمكة"؛ وكلها أغانى ذات محتوى راقى، بداية من الكلمات، إلى اللحن والتوزيع، حتى تصوير الأغنية عن طريق الفيديو كليب، كان تصويرها راقيا؛ ذلك بالضرورة يكسب الطفل البهجة والسرور الممزوج بالهدوء النفسى، ويبعده عن العصبية، والتوتر.
أما هذه الأيام، ابتعد الطفل عن كل ما هو موجه له، واتجه لسماع الأغانى الشعبية، حتى صار يحفظ كلماتها ويرددها، وخطورة سماع الطفل لهذه الأغانى تأتى من أنها تستحث روح العصبية داخل نفس الطفل، وتخلق منه شخصاً مضطرب عصبياً، وتحول سلوكه إلى العنف.
إضافة إلى أن الألفاظ والكلمات التى تحتويها هذه الأغانى، غير لائقة لأن يسمعها الأطفال، لأنها تتحول إلى كلمات يستعملوها فى حياتهم اليومية، وهى ليست المصدر الجيد الذى ينهل منه أطفالنا مفرداتهم اللغوية، أو مشاعرهم الاجتماعية، وليست هى أيضاً المصدر الذى يتشرب منه أطفالنا ثقافتهم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة