افتتاح أول متحف للفنون فى المغرب منذ الاستقلال

يضم متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر فى الرباط، مجموعة كبيرة من الأعمال من عشرينيات القرن الماضى، وحتى الوقت الحاضر، كما يضم مختبرا للحفظ وقاعة للندوات والمحاضرات ومركزا تعليميا ومكتبة متعددة الوسائط وأقساما أخرى، يتألف مبنى المتحف من ثلاثة طوابق وهو أول متحف يخصص للفن الحديث والمعاصر فى المغرب.

ومن جانبه قال مدير المتحف عبد العزيز الإدريسى: "هذه المؤسسة تستهدف أن تكون مؤسسة فاعلة تطبعها الدينامية.. مؤسسة تشتغل وتقطع مع التصورات النمطية العتيقة التى كانت سائدة حول دور المتحف داخل الوطن."

تحمل إحدى قاعات المتحف عنوان "مئة عام من الإبداع" وتضم بين جنباتها أعمالا تلقى الضوء على تاريخ الفن فى المغرب منذ مطلع القرن العشرين حتى الآن.

يتكون المتحف من أربعة أقسام تضم مقتنياته الثلاثمائة وهى قسم الرواد وقسم جيل الخمسينيات وقسم أساتذة الثمانينيات والتسعينيات، وقسم التطورات الحالية حتى عام ألفين، وعبر الفنان التشكيلى المغربى أندرى الباز عن سعادته الغامرة بعرض أعمال الفن الحديث المغربى فى متحف وطنى.

وقال "كنا نعيش فى عالم معاصر بصرف النظر عما إذا كنا جزائريين أو تونسيين أو مغاربة وكنا نبحث عن فن نابع من بلانا.. فن محلى. وها هو اليوم عندنا. الفن التشكيلى المغربى فى رأيى عمره خمسون عاما."

ومن جانبه كانت الرسامة المغربية لطيفة التيجانى من أولى النساء اللاتى لمعت أسماؤهن فى ساحة الفن التشكيلى فى المغرب فى الستينات، وقالت لطيفة التيجانى فى متحف الفن الحديث بالرباط "كنا نطالب بهذا المتحف وننتظره منذ عقود والآن صار وافتتح فى الرباط عاصمة المملكة المغربية. وأظن أنه بوابة مهمة جداً على الفنون المعاصرة وبوابة مهمة على المغرب المعاصر كذلك."

ويرى كثير من الفنانين المغاربة أن التصميم المعمارى لمبنى المتحف تقليدى ولا يتناسب مع مؤسسة تحتضن أعمالا من الفن الحديث. لكن أوليفييه لومبراج مدير مشروع المتحف بمكتب المهندس كريم شقور الذى أُسند إليه التصميم ذكر أن المبنى روعى فى اختيار طرازه أن يتناسب مع الطابع العمرانى لمدينة الرباط.

وقال "هذا المبنى حديث لكنه معاصر فى نفس الوقت وهنا تكمن صعوبة المهمة لأن المتحف ليس نسخة منقولة وليس طرازا جديدا. إنه مبنى يستخدم بعض عناصر العمارة التقليدية ويجمعها مع كتابة معمارية جديدة."

يذكر أن المتحف افتتحه العاهل المغربى الملك محمد السادس يوم الثلاثاء (7 أكتوبر) وسيسمح للزائرين بدخوله مجانا لمدة شهر وسيحَصل بعد ذلك رسم رمزى يبلغ عشرة دراهم (1.2 دولار) مقابل الزيارة.