الألم هو شعور يكرهه كل إنسان، ويكون هذا الشعور نتيجة إصابة بعضو ما أو مرض، مما يستثير الأعصاب التى تنقل بدورها إشارات للمخ كى تنبهه إلى وجود مشكلة بهذا العضو، لذلك نعتبر الألم جهاز إنذار أنعم الله به علينا كى ننتبه إلى وجود مشكلة أو مرض.
وحين يشعر الإنسان بالألم يمكن أن يكون بسبب مرض بالعضو مثل خشونة المفاصل أو الانزلاق الغضروفى، ويمكن أن يكون بسبب إصابة حادة مثل الالتهابات الصديدية أو الأورام أو الكسور، ويمكن أن يكون الألم بسبب مرض بالعصب نفسه حيث يكون العضو نفسه سليما، لكن العصب ينقل إشارات غير صحيحة إلى المخ.
وأيضا يمكن أن يكون الألم بسبب متوقع ومؤقت مثل ألم ما بعد الجراحات أو ألم العضلات أثناء تقويتها فى التمرينات، وهناك تطور كبير حدث للسيطرة على آلام بالعظام ومشاكلها فى خلال العقد الأخير، وأهم هذه الطرق هى الحقن الموضعى للمواد المسكنة مما يحمى الإنسان من التعرض للأعراض الجانبية للمسكنات التى قد تؤثر على الكبد أو الكلى أو المعدة، كما يمكن أن يكون الحقن الموضعى فى صورة مضخة تعطى جرعات منتظمة على فترات للسيطرة على الألم بعد الجراحة.
ومن الطرق البسيطة أيضا وذات الفاعلية العالية على المدى الطويل استعمال المراهم والدهانات المسكنة، حيث أثبتت الأبحاث أن هذه الدهانات لها نفس الفاعلية للحقن أو الأقراص على المدى الطويل، و أيضا من الطرق المفيدة جدا الاستعانة بالعلاج الطبيعى لتخفيف الألم، حيث يتميز العلاج الطبيعى بعدم وجود أعراض جانبية لكنه يحتاج من المريض إلى الالتزام بمواعيد الجلسات والتى تكون مرتين أسبوعيا فى أغلب الأوقات.
وبالطبع يجب علاج سبب الألم قبل الاهتمام بمداراة الألم ولو كان العلاج جراحيا فيجب عمله فهذا أفضل بكثير من تعاطى المسكنات لفترات طويلة وما يحمله ذلك من مضاعفات.
الدكتور خالد عمارة أستاذ جراحة العظام بكلية الطب جامعة عين شمس
