أعتقد أن التوصيف الصادق والحقيقى لما قامت به نقابة الموسيقيين فى حق المطرب حمزة نمرة، هو كلمة «بلطجة»، فكيف يتم إصدار قرار بشطب عضوية مطرب أيا كان، سواء اتفقنا أو اختلفنا مع الفن الذى يقدمه، هكذا وبدم بارد، وكأن الفنانين أصبحوا يشتغلون مخبرين على بعضهم البعض، ويحق لبعضهم إلصاق التهم بالآخر، فى استدعاء صارخ لأجواء «المكارثية» الأمريكية الرجعية التى انتشرت فى خمسينيات القرن الماضى.
وحسب كلام سكرتير النقابة، فإن النقابة قررت إيقاف عضوية المطرب حمزة نمرة، لاتجاهه السياسى ودعمه لفكر جماعة الإخوان الإرهابية، حيث قال السكرتير العام: «اجتمعنا مع أعضاء الجمعية العمومية خارج النقابة، وقررنا إيقافه»، وشدد سكرتير النقابة فى تصريحاته على أن النقابة تمتلك صورًا لحمزة نمرة وهو يرفع شارة رابعة، قائلًا: «هذا الشخص ماينفعش نطبطب عليه، خصوصا وهو لا يمتلك تاريخًا فنيًا، واتجاهه السياسى يسىء لنا كفنانين».
ويبدو أن القرار الذى اتخذه بعض أعضاء النقابة التى ليس لها صاحب، وتشهد الكثير من الخلافات، تم اتخاذه فى إحدى الجلسات «الظريفة واللذيذة» التى تجمع بعض «الآلاتية» الذين اعتقد بعضهم أن قرارا كهذا سيصفق له الجميع، ويطلقون الهتافات وصفارات الإعجاب بالقرار الموقع بختم النقابة الذى لا يزال يحمل اسم مصطفى كامل مطرب «قشطة يابا»، ولا أعتقد أن سكرتير النقابة الباحث عن الشهرة والأضواء قد اتخذ هذا القرار من رأسه وقرر فجأة أن يصرح باسم مصطفى كامل دون الرجوع إليه، ويبدو أن مطرب الشعبيات والفن الراقى والمرشح لعضوية مجلس الشعب مصطفى كامل كان يرغب فى اتخاذ قرار عنترى يجذب به الأضواء، خصوصًا أنه يخشى على النقابة من الفن «الردىء» الذى يقدمه نمرة، وبنفس المنطق كان من باب أولى ألا يجلس هو على كرسى سبق أن جلست عليه سيدة الغناء العربى أم كلثوم.
ويبدو أن كامل وجد أن عليه التنصل من قراره بعد الهجوم الشديد الذى قوبل به سواء من جانب الإعلاميين أو رواد مواقع التواصل الاجتماعى وغالبية العاملين فى الوسط الغنائى، لذلك سارع بإصدار بيان رسمى عبر صفحته الرسمية على «تويتر» قال فيه: «أنا ضد قرار إيقاف حمزة نمرة عن الغنا، ويستحيل إيقاف مطرب بدون إجراء تحقيق معه، والتوقيع الخاص بالمستند هو توقيعى ولكنه مسجل على جهاز الكمبيوتر، وتم استخدامه بدون علمى».
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة