عاد الباحث سيد القمنى لإثارة الجدل من جديد بعد اتهامه فى قضية ازدراء الأديان، ولكنه اختار العهد القديم والتوراة والأقباط المصريين هدفًا لمرمى نيرانه هذه المرة، وتناول بالنقد ما أسماه نبوءات العهد القديم (التوراة) حول مصر، حيث ذكر أن أنبياء العهد القديم تمنوا خراب مصر وزوالها، وهو ما رفضه الأقباط المصريون فاتهمهم القمنى بعبادة الأساطير وتغليب الدين على الوطن؟.
نشر القمنى مقالًا عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعى فيس بوك، قال فيه أن الأزمنة الأخيرة لإسرائيل، زمن أنبياء إرميا وإشعيا، وقبل زمن تدمير الهيكل على يد طيطس الرومانى وتشتيتهم فى بقاع العالم، وقف أنبياء إسرائيل على عتبات النهاية، يتنبئون بعودة المجد السليمانى، وقيام دولة إسرائيل مرة أخرى، وأنها حينذاك ستسود العالم، لكن قيامها كان يشترط أولاً وأخيراً خراباً تاما لمصر، وإذلالا لها، وهو ما يفصح عن التكوين النفسى والعقلى ومدى التشوه الذى لحق بنفوس القوم تجاه مصر.
وأورد القمنى فى مقاله الإصحاح التاسع عشر من سفر إشعياء النبى من العهد القديم حين قال "وحى من جهة مصر، هو ذا الرب راكب على سحابة سريعة وقادم إلى مصر، يذوب قلب مصر فى داخلها، تنشف المياه من البحر ويجف النهر وييبس وتنتن الأنهار، والرياض على النيل على حافة النيل وكل مزرعة على النيل تيبس وتتبدد ولا تكون، فى ذلك اليوم تكون مصر كالنساء، فترتعد وترتجف من هزة يد رب الجنود التى يهزها عليها، وتكون أرض يهوذا رعباً لمصر".
ويتابع نقله عن سفر أشعياء فى الإصحاح الثلاثين: "ويل للبنين المتمردين يقول الرب.. الذين يذهبون لينزلوا إلى مصر للمعونة ليلتجئوا إلى حصن فرعون ويحتمون بظل مصر، فيصير لكم حصن فرعون خجلاً، والاحتماء بظل مصر عارا".
ويستكمل القمنى: "أما حزقيال النبى فلم يبخل على مصر وهو يوجه كلام الرب الإسرائيلى إلى الفرعون المصرى المقبل"، بالإصحاح 29 حيث يقول: "هاأنذا المليك على أنهارك، أجعل من أرض مصر خربة مقفرة من مجدل إلى أسوان.. وأشتت المصريين وأبددهم من الأرض".
من هذه المحاولة لتأويل وتفسير العهد القديم، انطلق القمنى ليشكك فى وطنية الأقباط المصريين الذين اختلفوا فكريًا مع محاولته فى التفسير، رغم إنها قد تخطئ وتصيب، وقال: "أبدا لا أستطيع أن أرى رابطاً للمجتمع غير الوطن فإذا سبقه الدين كقيمة أولى من أي طرف يكون فوراً عدو خبيث ضد الوطن، ويريد تقسيم وتمزيق الوطن، الدين حالة خاصة بصاحبها أما الوطن فهو دين الجميع، مصر هى دينى الوحيد الصحيح الذي نلمسه ونعيشه ولا يحتاج الأدلة الغيبية الغبية لتأكيده، المصريون أولا يبقون على صفحتى وعلى الآخرين المغادرة بأدب، لن أحذف أحداً لكني أتمنى ممن يعبد الأساطير الكارهة لوطنى أن يذهب لأمثاله ويتركنا على ضلالنا".
من جانبه، رد مينا أسعد كامل مدرس اللاهوت بالكنيسة القبطية على محاولات القمنى فى التفسير، قائلًا أن الاصحاح الـ19 الذى يستند إليه القمنى فى هجومه على الكتاب المقدس هو نفس الإصحاح الذى وردت فيه الآية "مبارك شعبى مصر" مفسرًا: هذا التعبير فى التفاسير الحديثة يعنى أن شعب مصر هو الذى حافظ على نقاوة الأديان وهو الذى استقبل المسيح بعد هروبه من هيرودوس.
وأشار مدرس اللاهوت، إلى أن مفهوم النبوءة فى الكتاب المقدس يعنى توقع ما سوف يأتى، ومن ثم لا يمكن الحكم عليه قبل أن يحدث، لافتًا إلى أن العهد القديم حين تنبأ بخراب مصر قد أورد ذلك فى حديثه عن نهاية العالم الذى ستفنى فيه جميع الأمم.
وقال أسعد، إن ما طرحه القمنى سبق وأن ناقشه المفكرين منذ القرن التاسع عشر فى عشرات الأبحاث الأكاديمية، رافضًأ أن يستغل قضية أكاديمية وبحثية للطعن فى وطنية الأقباط المصريين والمتدينين منهم الذين رفضوا تأويلاته الخاصة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة