مشكلة مركبة هى المشكلة التى أرسلتها القارئة صاحبة الـ29 عاماً، وصفت نفسها فى بداية الرسالة بفتاة على شفا "العنوسة"، لا يفصلها عنها كما تظن ويظن غيرها من أصحاب المنطق العجيب نفسه، لا يفصلها سوى عام واحد، أو بمعنى أدق عدة أشهر ستدفع بها إلى الـ30، وهو العمر الذى تخشاه كغيرها من الفتيات ممن تأخر زواجهن.
مشكلتها أكثر تعقيداً من السن المتقدم، لأنها مازالت تعانى بقايا علاقة حب فاشلة استمرت لمدة اربعة سنوات كاملة، ولم يعد أمامها سوى الموافقة على "العريس الصالوناتى" الذى لا تعرف عنه سوى أنه "شاب كويس"!، وتحكى فى رسالتها : أنا عندى 29 سنة، كنت بحب واحد بقالى 4 سنين، واتفقنا على كل حاجة، وماكنتش اتخيل فى يوم أنى هتجوز واحد غيره.
فجأة كل حاجة باظت، علاقتنا فشلت، وسيبنا بعض، الموضوع وصل لمشاكل بين أهلى وأهله، وتقريباً الرجوع مستحيل، ما بقاش قدامى غير أنى أتجوز عريس صالونات، أهلى بيضغطوا عليا، وأنا نفسى خايفة يفوتنى القطر..
التعليق على الحكاية ..
أن يفوتك القطار أفضل أم يدهسك تحت عجلاته ؟
أى المصيرين تفضلين، أن يتركك قطار الزواج مودعاً، أم أن تلقين بنفسك تحت عجلاته؟ هذا هو ما تقدمين عليه بالفعل، الأمر ليس اعتراضاً على فكرة "زواج الصالونات" التى أثبتت نجاحها أحياناً، ولكن المشكلة الحقيقية هو إقبالك على الزواج لمجرد رعبك من شبح العنوسة، لمجرد خوفك الشديد من حكم المجتمع الذى سيمنحك بالضرورة لقباً بعد عدة أشهر ستنضمين بعدها لصفوف المتأخرات عن الزواج بحكم المجتمع، وكأن من حق الجميع تصنيفك على حسب سنك وتجاربك السابقة.
إذا كنتِ تعانين من بقايا علاقة حب فشلت وأثرت بمشاعرك لهذه الدرجة، فامنحى نفسك وقتاً كافياً للشفاء من هذه الآثار التى قد تعطل مشاعرك عن العمل لفترة لا يعلم نهايتها سوى الله، أعطى لقلبك فرصة للتعافى، ولمشارعك مساحة كافية لإعادة البناء، لا تبدأى قصة جديدة على حطام حكاية سابقة لم تنتهى بعد.
العريس الذى تفكرين فى الارتباط به سينتقل فى حالة موافقتك من حيز "الصالون" لحيز الحياة المشتركة، سيكون له حقوقاً عليكِ، من حقه أن يشعر بوجودك فى علاقة ناجحة ، وسيكون من الظلم لكِ وله الدخول فى علاقة قوامها الخوف من أن "يفوتك القطر" .