يوسف أيوب يكتب عن سقوط أسطورة المدرسة الإعلامية الأمريكية.. فوز ترامب ينزع ورقة المهنية والحيادية عن الإعلام الأمريكى.. الناخبون يتجاهلون الحملات التحريضية واستطلاعات الرأى "المضروبة" ويعاقبون هيلارى

الأربعاء، 09 نوفمبر 2016 01:45 م
يوسف أيوب يكتب عن سقوط أسطورة المدرسة الإعلامية الأمريكية.. فوز ترامب ينزع ورقة المهنية والحيادية عن الإعلام الأمريكى.. الناخبون يتجاهلون الحملات التحريضية واستطلاعات الرأى "المضروبة" ويعاقبون هيلارى ترامب يفوز برئاسة الولايات المتحدة رغم اللوبى الإعلامى المضاد له

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

بإعلان فوز الجمهورى دونالد ترامب برئاسة أمريكا أسدل الستار على "أقذر" تغطية إعلامية لحملة انتخابات رئاسية فى الولايات المتحدة، تعامل فيها الإعلام الأمريكى مع ترامب باعتباره العدو الأوحد، وصال وجال تحت شعار وهمى اسمه "المهنية والاحترافية"، لكن فى الحقيقة تخلى هذا الإعلام عن شعاراته السابقة وأعلن انحيازه التام للمرشحة الديمقراطية هيلارى كلينتون .

 

البداية كانت بإعلان صريح من الصحف الكبرى والمحطات التليفزيونية تأييدهم لهيلارى ودعوتهم للناخبين الأمريكيين ليمنحوا أصواتهم لمرشحة الحزب الديمقراطى، وحذروا من التصويت لمنافسها الجمهورى، وبعد ذلك كانت المهمة الثانية وهى التفتيش فى ماضى ترامب بحثاً عن "فضيحة" يمكن الاستناد إليها لمهاجمته لصالح هيلارى، ولم تخلو التغطية الإعلامية فى الولايات الأمريكية من الإعلان عن استطلاعات رأى تخالف توجهات الناخبين، وهو ما كشفته نتيجة الانتخابات، فكل استطلاعات الرأى المنشورة فى الصحف والمحطات التليفزيونية أتاحت لهيلارى فوزاً مريحاً فى مواجهة ترامب، وكان لهذه الاستطلاعات دورا كبيرا فى توجيه الرأى العام الأمريكى فى عدد من الولايات المتأرجحة التى لم تحسم موقفها بالتصويت سواء لهيلارى أم ترامب، لكن جاءت النتيجة عكس هذه الاستطلاعات تماماً، فها هو ترامب يضرب الإعلام الأمريكى باستطلاعاتها وزيفه وأكاذيبه ضربة قاضية.. فاز رغماً عن أنف الجميع، فاز رغم أن الجميع تنبأ بخسارته .

 

النتيجة المنطقية الآن أن الأمريكيين لقنوا الإعلام الأمريكى درساً لن ينسوه أبداً، حينما صوتوا لترامب، ضد هيلارى كلينتون، متجاهلا الحملة التحريضية ضد ترامب، والتى تجاوزت كل الأعراف والتقاليد المهنية .

 

عدم المهنية لم تقتصر فقط على تزيف الوقائع واستطلاعات الرأى، بل زادت فى اتجاه نسيان كل هفوات هيلارى، بل وقفوا معها فى قضية تسريب الإيميلات وشنوا حرباَ شرسة ضد مسئولى الـfbi  حينما تحدثوا عن مسئولية هيلارى فى مسألة التسريبات، فعلوا ذلك لأنهم عقدوا العزم على إيهام الأمريكيين بخطورة ترامب، وشيطنته أيضاً، ظناً منهم أنهم أصحاب القرار والسلطة والتأثير على الناخب الأمريكى، لكن جاءت عملية التصويت عكس ذلك تماماً، لتؤكد إدراك الأمريكيين للزيف والتدليس الذى كان يمارسه إعلام بلدهم، محاولين من خلال التصويت لترامب أولاً معاقبة إعلامهم المضلل وتوجيه رسالة قوية له بأنهم غير راضيين لممارساته الابتزازية وحملاته المشوهة، حتى وإن كانت تستند لوقائع حقيقية، لكن الحيادية والمهنية كانت تقتضى أن يتعامل الإعلام مع كلا المرشحين بحيادية، دون تفضيل لمرشح عن الآخر .

 

الموضوع بالنسبة لى لا يتعلق بترامب أو غيره، لكن القضية أساسها بالنسبة لى أن الانتخابات الأمريكية أسقطت ورقة التوت التى كان الإعلام الأمريكى يتغطى بها، فدائماً نسمع عن الحيادية والمهنية والاحترافية الإعلامية الأمريكية، لكن فى الحقيقة لا هو حيادى ولا مهنى، وإنما يعمل وفقاً لمصالحه الخاصة، ولمن يموله ولمن يدفع له أكثر .

 

هذه هى رسالة الأمريكيين لإعلامهم، فما بالنا نحن فى مصر، حيث نعانى ليل نهار من أكاذيب وتضليل يمارسه الإعلام الأمريكى ضدنا، وللأسف الشديد بيننا من يعتبر ما يكتب على صفحات واشنطن بوست ونيويورك تايمز وغيرها من الصحف الأمريكية، وكأنه مؤكد ولا كذب فيه، رغم أنه مبنى على آراء شخصية لكاتب هذه التقارير، ولمن يدفعونه لكتابة هذه التقارير .

 

فى مصر للأسف الشديد نعطى للتقارير الإخبارية الأمريكية قدسية لا تتناسب مطلقاً مع ما تحويه هذه التقارير من تحيز كامل ضد مصر، لكنها عقدة الأجنبى التى لا تزال تسيطر علينا، وتجعلنا نصدق كل ما يصدرونه إلينا حتى وإن كان كاذبا، أو له أهداف لا تتفق مع ما نسعى إليه، والأمثلة لدينا كثيرة ولا تحصى، فكل يوم تخرج علينا صحيفة بتقرير صادم عن مصر لا يمت للحقيقة بصلة، لكن هناك من يحاول إقناعنا بأن الإعلام الأمريكى مهنى ولا يكذب، وأن ما يقوله هو الحقيقة، أى حقيقة تلك التى تنشر لأكاذيب وتنحاز لفصيل إرهابى، يرفضه المصريون جميعاً .

 

اعتقد أنه بعد هذه الضربة التى تلقاها الإعلام الأمريكى من الأمريكيين أنفسهم علينا أن نراجع موقفنا من التدليس والكذب الذى يمارس ضدنا كل يوم من هذا الإعلام الذى تحركه ضدنا أهداف لا علاقة لها بالمهنية الإعلامية، وأن نلقى وراء ظهورنا الأسطورة القديمة المسماة بالمدرسة الإعلامية الأمريكية، لأنه لا يعقل أن نرتكن إلى مدرسة أساسها الكذب والتدليس، وهذه حقيقة لم نكتشفها نحن وإنما أعلنها الأمريكيون صراحة وبصوت عالى فى الصناديق الانتخابية التى أتت بترامب إلى البيت الأبيض ورفضت هيلارى المدعومة من الإعلام الأمريكى .

 









الموضوعات المتعلقة


مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة