"الله محبة فى كل دين".. البرلمان يشكر الرئيس على مبادرة تجديد الخطاب الدينى فى اجتماع بدء العمل.. مطالبات بوضع ضوابط وخطط ملزمة ومراقبة المناهج والكتاتيب.. والاتفاق على مسؤولية الأزهر والكنيسة عن الملف

الخميس، 15 ديسمبر 2016 07:00 م
"الله محبة فى كل دين".. البرلمان يشكر الرئيس على مبادرة تجديد الخطاب الدينى فى اجتماع بدء العمل.. مطالبات بوضع ضوابط وخطط ملزمة ومراقبة المناهج والكتاتيب.. والاتفاق على مسؤولية الأزهر والكنيسة عن الملف لجنة الشؤون الدينية
كتب محمود حسين - هشام عبد الجليل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

استضافت لجنة الشؤون الدينية والأوقاف بمجلس النواب، اليوم الخميس، اجتماعًا بين علماء دين من الأزهر والكنيسة، وعدد من الأكاديميين ورجال الجامعات من مختلف التخصصات، لبحث ملف تجديد الخطاب الدينى، الذى دعا إليه الرئيس عبد الفتاح السيسى، وقال متخصصون وباحثون كثر إنه يمثل ضرورة حالية للمجتمع المصرى، خاصة مع استشراء الأفكار المتشددة وانتشار التيارات المتطرفة، وقد بدأ الاجتماع بالوقوف دقيقة حدادًا على أرواح شهداء الكنيسة البطرسية بالعباسية، الذى س قطوا فى الحادث الإرهابى الذى استهدف الكنيسة صباح الأحد الماضى.

 

وكيل البرلمان: سيتم عقد ورش عمل مكثفة مع الأزهر والكنيسة للوصول للهدف المنشود

قدم السيد الشريف، وكيل مجلس النواب، الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسى، على المبادرة التى أطلقها حول تجديد الخطاب الدينى، قائلا: "سيكون للمؤسسات دور حيوى فى نشر الفكر التنويرى بمعناه الشامل، وسيتم التعاون بين جميع مؤسسات المجتمع".

وأضاف "الشريف"، فى كلمته خلال اجتماع لجنة الشؤون الدينية بمجلس النواب، اليوم الخميس، لمناقشة تجديد الخطاب الدينى، إنه سيتم عقد ورش عمل مكثفة مع جميع الوزارات والهيئات المعنية بهذا الأمر، ومع الأزهر والكنيسة، من أجل التوصل للهدف المنشود من هذه الاجتماعات، وأن نخرج بخطاب دينى تنويرى وسطى، مؤكّدًا أنه سيتابع مع الدكتور على عبد العال، رئيس مجلس النواب، خطة العمل الموضوعة لتجديد الخطاب الدينى، والمتمثلة فى عقد ورش عمل ومناقشات ولقاءات مع جميع الوزارات المعنية بالأمر آليات التنفيذ وخطواته.

 

وزير الأوقاف: من ينتظر تغير الفكر الدينى 180 درجة فى 24 ساعة غير واقعى

فى السياق ذاته، قال الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، إن استراتجية الوزارة فى معالجة قضية تجديد الخطاب الدينى تحتاج وقتًا وشرحًا، وإنه مستعد لزيارة اللجنة فى جلسة أخرى لشرحها، متابعًا: "أحيى البرلمان على اهتمامه وتبنيه لقضية تجديد الخطاب الدينى، القضية هنا إعادة تشكيل للوعى الصحيح، سواء الوعى الدينى أو الفكرى أو الاجتماعى، ويجب إشراك الجهات المهتمة بتشكيل الوعى مثل الأزهر والكنيسة والمؤسسات التعليمية وكل الجهات".

وأضاف وزير الأوقاف فى كلمته خلال اجتماع اللجنة: "هذه المشكلة نتجت عن أمرين، الأول اختطاف الخطاب الدينى، وأحيى بهذه المناسبة اللجنة الدينية والبرلمان على موافقتهما على قانون الخطابة الذى ساعدنا فى استعادة المنابر، وأرجو أن يصدر قانون ينظم الفتوى والإعلام الدينى، لأن هناك فتاوى تصدر من متطرفين وغير متخصصين، ومتطرفين، ويأتى واحد يقول لك أنا المهدى المنتظر، والأمر الآخر تجمد الخطاب الدينى، والقضية ذات جذور طويلة، وقضية الفكر والثقافة تراكمية ولا تحل فى لحظة، والذى ينتظر أن يتغير الخطاب الدينى 180 درجة فى 24 ساعة يفكر بشكل غير واقعى، فالأهم تشكيل الوعى والثقافة".

واستطرد الدكتور محمد مختار جمعة: "رجال الدين والخطباء لا بدّ من أن يكونوا حافظين للقرآن وتعاليم الدين، وليست لهم أيّة انتماءات، ولا بد من المراقبة الشديدة على الحضانات، لأن الاختطاف المبكر للأطفال يتم فى الحضانات والكتاتيب، وكذلك من يعلمون التربية الدينية يجب أن يكونوا من المتخصصين"، مشيرًا إلى أن الوزارة طبعت كتابًا عن مفاهيم لا بد من تصحيحها، بواقع 5 طبعات و600 ألف نسخة، وُزّعت على مستوى العالم، لتصحيح مفاهيم مغلوطة وتصحيح صورة الإسلام، موضحًا أن من اختطفوا الخطاب الدينى يقفون عند مسألة محددة، قائلا: "لا بدّ من اقتحام القضايا المهمة، مثل قضايا الطب وغيرها من قضايا الاقتصاد والحكم والمرأة، معظم أفكار الشباب المتطرفة تكون عن أنظمة الحكم، والجماعات المتطرفة تكفر الساسة الذين هم على رأس النظام السياسى، والقضاة والشرطة وغيرهم، ويهدرون دماءهم، لدرجة أنهم يقولون لو عايز تتوب دلوقتى فيه خلاف توبتك تُقبل أم لا".

وعلى صعيد سياسات الوزارة وآليات عملها لمواجهة موجة التطرف، قال وزير الأوقاف: "بدأنا إعداد خطة لخطبة الجمعة وتأهيل الأئمة لها، فبناء الفكر والثقافة مسؤولية الأزهر والمؤسسات التعليمية والدينية ودار الإفتاء، ووضعنا خطة منظمة لخطبة الجمعة، تُعظم الإيجابيات وتعالج السلبيات، ونتمنى مرة أخرى أن يكون مجلس النواب الموقر الذى يقود تشكيل الوعى على رأس هذه المؤسسات".

 

السيد الشريف: يجب وضع استراتيجية موحدة لتصحيح المفاهيم المغلوطة

من جانبه، شدد السيد الشريف، وكيل مجلس النواب، على أهمية تطوير الخطاب الدينى، قائلا: "تطوير الخطاب مسؤولية مشتركة بين المؤسستين الإسلامية والمسيحية، ويجب التعاون بينهما من أجل الوصول إلى الهدف المنشود، كما أن تجديد الخطاب الدينى يؤكد على القيم التى لها أصول شرعية، مثل قيم التسامح مع الغير، والعفو، ولهذا وجب سرعة تطوير الخطاب الدينى".

وأضاف "الشريف"، أنه لا بد من وضع استراتيجية موحدة لتصحيح المفاهيم المغلوطة، ومواجهة الفكر المتطرف، من خلال تطبيق الدين الوسطى المعتدل، موجها حديثه للحضور: "من لديه إضافة أخرى أهلا وسهلا بها".

 

نصر فريد واصل: علينا تحصين الطفل منذ صغره ضد الإرهاب

وطالب الدكتور نصر فريد واصل، مفتى الجمهورية الأسبق، بالاهتمام بالتعليم لمواجهة الإرهاب والتطرف الفكرى، قائلاً: "لا بدّ من تحصين الطفل منذ نعومة أظافره، ضد الإرهاب والتطرف الفكرى، مثلما نحصنه ضد الأمراض"، مشيرًا إلى أن تجديد الخطاب الدينى يجب أن يعتمد على التعليم فى المراحل الأولى، متابعًا: "علينا تلقين الأطفال أن الأديان السماوية لا فارق بينها، حتى تكون تلك عقيدتهم فى الكبر".

 

أسامة العبد: لا بدّ من وجود رأى دينى مستنير دون مساس بالثوابت

من جانبه، قال الدكتور أسامة العبد، رئيس لجنة الشؤون الدينية بمجلس النواب، إن اجتماع تجديد الخطاب الدينى بمجلس النواب اليوم يأتى استجابة لنداء وتكليف رئيس الجمهورية واهتمامه بهذه القضية، متابعًا: "يجب بدء الاجتماع بعزاء أسر شهداء الحادث الإرهابى الذى استهدف الكنيسة البطرسية".

وأضاف رئيس لجنة الشؤون الدينية فى كلمته خلال اجتماع اللجنة: "لا بد من وجود رأى دينى مستنير دون المساس بالثوابت، ولا بدّ من أن تعلم الأمة ما يدور حولها من متغيرات، وألا يكون الخطاب الدينى خطابًا تقليديًّا متجاوزا كل المتغيرات، بل لا بدّ من أن يتسع الخطاب لاستيعاب كل متغيرات الحياة المعاصرة، وإبراز الجانب الإنسانى فى تعاليم الدين، والتأكيد على رفض الأديان عامة، والإسلام خاصة، للعنف والإرهاب والتطرف".

 وأوضح "العبد" أن العالم فى حاجة شديدة لخطاب دينى وسطى معتدل، يدعو للعدل والمساواة، مشدّدًا على أن تجديد الخطاب الدينى لا يعنى تقديم التنازلات أو تسيس الدين واستخدامه فى خدمة السياسة، بل الالتزام بثوابت الدين بعيدًًا عن الزيف والتزييف، فلا إفراط ولا تفريط، مشيرًا إلى أنه تم عقد مؤتمرات عدة لهذا الموضوع خلال دور انعقاد البرلمان عام 2003، وحضره لفيف من الساسة والعلماء، كان على رأسهم رئيس البرلمان ورئيس الوزراء وشيخ الأزهر الراحل الدكتور محمد سيد طنطاوى، وخرجوا بتوصيات لا أستطيع القول إنها لم تر النور حتى الآن، ونأمل أن يكون هذا الاجتماع وما يليه بادرة لتجديد الخطاب الدينى، والمساهمة فى قطع دابر الإرهاب والفكر الأسود.

وأكد الدكتور أسامة العبد أن من الضرورى أن يركز الخطاب الدينى على القيم الدينية، مثل التسامح والرفق فى الدعوة، مستشهدا بقوله تعالى: "ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة"، ومشدّدًا على أن الإسلام يرفض الإرهاب بكل صوره، مطالبًا بالتعاون والتكاتف لدحضه والقضاء عليه واقتلاع جذوره.

 

 

محمد مختار جمعة: بدأنا إنشاء 300 كتّابًا تابعة للجمعيات الأهلية

بدوره، قال الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، إن الوزارة بدأت بالتعاون مع وزارة التضامن، لتنظيم وتقنين عمل الكتاتيب، من أجل توعية الأطفال بالفكر الدينى الإسلامى الصحيح، والحفاظ عليهم من الأفكار المتطرفة، متابعًا: "بدأنا إنشاء 360 كُتّابًا تابعة للجمعيات الأهلية، و1000 كتّاب تابعة لوزارة الأوقاف".

 

على جمعة: يجب إصدار توصيات معلومة وملزمة

وقال الدكتور على جمعة، مفتى الجمهورية السابق، إنه لا بدّ من أن تكون هناك توصيات معلومة وملزمة للتعامل مع المؤسسات الدينية والتعليمية، والاهتمام بمناهج التعليم ومواجهة الإرهاب فكريًّا، وعلى هذا القدر العميق من التخصص ليتم الاتفاق على التوصيات.

وأضاف "جمعة" فى كلمته خلال اجتماع اللجنة، أنه يجب الاهتمام بالأطفال والشباب وتوعيتهم بالفكر الإسلامى النابع من صحيح الدين، والتعامل مع من يدعون إلى تنظيم "داعش" الإرهابى، لتصحيح أى مفاهيم مغلوطة، مشيرًا إلى أن الإرهاب قضية عالمية ويهدد العالم كله.

 

المشاركون يتفقون على أن تجديد الخطاب الدينى مسؤولية الأزهر والكنيسة

واتفق المشاركون فى جلسة تجديد الخطاب الدينى، التى عقدتها لجنة الشؤون الدينية والأوقاف بمجلس النواب اليوم، على أن تطوير الخطاب مسؤولية مشتركة بين المؤسستين الدينيتين، الإسلامية والمسيحية، اللتين يجب عليهما التعاون معًا من أجل تحقيق هذا الهدف فى الداخل والخارج، وأكد المشاركون أن الخطاب الدينى يؤكد على قيم إسلامية لها أصول شرعية، مثل قيم التسامح مع الغير والرفق فى الدعوة والتعددية الفكرية والمذهبية داخل الأصول الإسلامية.

وشدّد الحاضرون بجلسة تجديد الخطاب الدينى، على ضرورة وضع استراتيجية موحدة لتصحيح المفاهيم المغلوطة والتوعية بمخاطر الفكر المتطرف ومواجهة القضايا التى يتعرض لها الإسلام فى الداخل والخارج، مؤكدين أن الأديان بريئة من التطرف، وأن ما ترتكبه الجماعات المتطرفة وتنظيم داعش الإرهابى من جرائم وإيذاء للإنسانية لا صلة لها بالإسلام، مشدّدين على ضرورة مواجهة محاولات التشكيك فى مصداقية الخطاب الدينى الوسطى لعلماء المسلمين، وتوعية الشباب وكل المواطنين بأهمية الخطاب الوسطى المعتدل وأن ذلك هو صحيح الإسلام. 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة