كتاب "الإخوان فى ملفات البوليس السياسى" للكاتب شريف عارف الذى صدرت طبعته الأولى عن الهيئة العامة لقصور الثقافة وقدم له الكاتب والسينارست الكبير وحيد حامد، يستعد لطبعة جديدة بعدما وقع الكاتب الصحفى شريف عارف مع جيرمين ناصر، نائب رئيس مجلس إدارة دار "روزنامة"، عقدا لطباعته وتوزيعه، كما ستتم ترجمته إلى ثلاث لغات أجنبية هى الإنجليزية والفرنسية والألمانية.
والكتاب يلفت النظر منذ بدايته فالمقدمة التى كتبها وحيد حامد، تحتوى 5 لقطات مهمة جدا تكشف رؤية "حامد" وتعكس قراءته لتاريخ الإخوان، الأولى تتعلق بكون وحيد حامد لم يستخدم ولا مرة لفظة "المسلمين" فى وصف "الجماعة" فهو إما يكتب كلمة "الجماعة" أو "جماعة الإخوان" أو "الإخوان".
كذلك هناك بعض الجمل المهمة التى اشتملت عليها هذه المقدمة منها ما يكشف عقيدة الإخوان فيؤكد وحيد حامد أن "مساعدة الفقراء والمحتاجين لم تكن يوما ما فى تاريخ الجماعة من أجل الدين أو العمل الاجتماعى والإنسانى، بقدر ما هو عمل دعائى من شأنه تحقيق شعبية أو جماهيرية، ولا حرج على الإطلاق لدى الجماعة من أن يكون هذا العمل الدعائى منطلقا تحت رايات الدين وادعاء التقوى والإيمان"
وفى الوقت نفسه اعترف وحيد حامد بقدرة الجماعة على التنظيم الداخلى واختلف فى مقصوده وغايته فيقول "الإخوان منظومة مرتبة ترتيبا جيدا، وهى محكمة البناء بقدر كبير من الحرفية المستوحاة من فكر طائفة الحشاشين المتوحشة وغلاة الشيعة الباطنية وبالتالى فهى تتقدم فى طريقهاـ إذا تقدمت ـ بالتآمر والخديعة وقلب الحقائق" فيؤكد أن المصلحة هى التى تحكم وتحدد أهدافهم.
ويتوقف وحيد حامد عند علاقتهم بناصر فيرى أن "القارئ الحصيف للتاريخ القريب يدرك أن عبد الناصر أعطى للإخوان امتيازات لم يحصلوا عليها طوال تاريخهم، حتى انقلبوا عليه فانقلب عليهم ونفس الأمر مع السادات الذى لقى مصرعه فى حادث المنصة الشهير..وكانوا هم القتلة"
وفى النهاية يحدد وحيد حامد مفهوم الوطن لدى الجماعة فيقول "الوطن بالنسبة لهم مجرد غنيمة وقتال من يرفض هذا الأمر حسب عقيدتهم الفاسدة أمر جائز شرعا" هذا الكلام جزء مما قاله وحيد حامد وهو أمر يعكس رؤيته.
أما الكاتب شريف عارف، مؤلف الكتاب فقال فى مقدمته، إن البداية كانت بعثوره على كرتونة من بائع روبابيكيا واكتشف أنها تحتوى ما سماه "كنزا" وهو "ملفات التحقيقات فى حادث "حريق القاهرة" عام 1952.
وبقلم الكوبيا التى كتبت به التحقيقات التى تمت مع إبراهيم شكرى رئيس حزب مصر الفتاة تكشف تلميحاته الكثيرة لكون الإخوان المسلمين تورطوا فى هذا حريق القاهرة وكان لهم دور واضح أكده بعد ذلك عبد المحسن حمودة وكيل الطليعة الوفدية خلال حقبة الأربعينيات من القرن الماضى.
وتوقف شريف عارف مع المؤسس حسن البنا واعترف بأنه يملك كاريزما وكان يجيد التعامل مع الأشخاص والأفراد من الملك إلى الأمن والبوليس السياسى والأحزاب كذلك، وقرأ "عارف" عددا من رسائل حسن البنا، والتى تؤكد رغبتهم فى الوصول للحكم، وكذلك تكشف عن موقفهم من الثورة وترى أن الثورة فتنة لا يجب أن تكون.
ويكشف الكتاب علاقة الإخوان بالمخابرات الأمريكية التى بدأت منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية واستمرت حتى الآن، منذ اتفقا معا على محاربة الشيوعية كى تنتصر الرأسمالية، وتحت عنوان "معارك معلنة .. واتصالات سرية" تناول الكتاب "الكفاح المسلح" الفكرة التى آمنت بها الجماعة حتى تحولت جزءا من عقيدتها، كما كشف عن علاقة الإخوان ببريطانيا، منذ حرب فلسطين 1948، هذا العام الذى يطلق عليه "عام الجدل" فى تاريخ الإخوان المسلمين بعد الاتهامات التى التصقت بهم ومنها اغتيال الخازندار وحرب فلسطين والهجوم على أملاك اليهود المصريين، واغتيال النقراشى باشا رئيس وزراء مصر.
والكتاب يحتوى عدة وثائق منها ما وثيقة تتعلق بوجود اتصالات مباشرة بين شُعب الإخوان المسلمين بالمحافظات والسفارة البريطانية بالقاهرة، والوثيقة من ملفات البوليس السياسى.
كذلك تحت عناوين "تخريب المنشآت والعقول" و"المرشد العام تحت المراقبة" أورد المؤلف عددا من الوثائق التى تكشف العلاقات المتداخلة بين الإخوان والأنظمة القائمة كما استشهد بمجلة الإخوان المسلمين فى أحيان كثيرة ليؤكد وجهة نظره.
كذلك يحتوى الكتاب عددا من الشهادات التى تؤكد قوله ومن ذلك حوار مع رفعت السعيد الأمين العام لحزب التجمع السابق، وحوار مع أيمن عساف ابن محمود عساف القيادى الإخوانى، حتى يصل الكتاب فى النهاية إلى مقصده الرئيسى فى محاولة لإثبات أن الإخوان هم الذين أحرقوا القاهرة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة