صدمة كبيرة تلقتها إسرائيل نهاية الأسبوع الماضى، بتصويت 14 دولة عضوا بمجلس الأمن الدولى، من أصل 15، على مشروع قرار مقدم من نيوزيلندا وفنزويلا والسنغال وماليزيا، بإدانة الاستيطان الإسرائيلى فى الأراضى الفلسطينية المحتلة بالضفة الغربية والقدس الشرقية، خاصة مع امتناع الولايات المتحدة الأمريكية عن التصويت، وامتناعها عن استخدام حق النقض" الفيتو" ضد القرار، كما كانت عادتها دائمًا فى دعم إسرائيل والتصدى لأى إدانة أممية لها، ليصدر القرار 2334 الذى يدين الاستيطان ويعتبره عملا "غير شرعى"، ثمّ ما تبع ذلك من تكشف حلقات وتفاصيل تشير إلى رغبة إدارة أوباما فى إحراج دونالد ترامب عبر هذا القرار، وإلى اجتماع تم بين وفد فلسطينى، ووزير الخارجية الأمريكى جون كيرى، ومستشارة الأمن القومى سوزان رايس، للاتفاق على مشروع القرار وصياغته، واستتبع هذا المسلسل الدرامى من الضربات القاسية لـ"تل أبيب"، قائمة من الإجراءات الانتقامية التى اتخذتها إسرائيل ضد الدول التى صوتت على القرار، لا سيما الدول الأفريقية، التى كان لها النصيب الأكبر من هذه الإجراءات.
وفى هذا الإطار العقابى، أعلنت إسرائيل عن وقف كل المساعدات التى تقدمها لـ"أنجولا" بسبب تصويتها لصالح مشروع القرار الخاص بالاستيطان فى مجلس الأمن الدولى، ونقلت الإذاعة العامة الإسرائيلية عن السفير الإسرائيلى لدى "لواندا"، أورن روزن بليت، أنه أبلغ المسؤولين الأنجوليين بهذا القرار الصادر بتكليف مباشر من رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو.
"يديعوت أحرونوت" تعاير أنجولا بالمساعدات الاقتصادية وصفقات السلاح
ووصفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، القرار بأنه أشبه بالعقوبات الاقتصادية على الدول الأفريقية التى صوتت لصالح مشروع إدانة الاستيطان، الذى أثار سخط الحكومة فى "تل أبيب"، ودفع "نتنياهو" إلى استدعاء سفير أنجولا فى تل أبيب، أول من أمس الأحد، لإدانة تصويت بلاده لصالح القرار.
وأضافت الصحيفة، أن صفقات السلاح بين أنجولا وإسرائيل بلغت قيمتها فى 2012 مليار دولار أمريكى، إضافة إلى تقديم "تل أبيب" مساعدات اقتصادية فى مجالات الزراعة والصناعة، وبناء السدود تقدر بـ50 مليون دولار .
وتأتى هذه الإجراءات التى اتخذتها الحكومة الإسرائيلية ضد أنجولا، بعدما ألغت حكومة "نتنياهو" جميع برامج المساعدات المقدمة للسنغال، إحدى الدول التى تقدمت بمشروع القرار، وإلغاء زيارة كانت مقررة لوزير خارجيتها "مانويل دومينجوس أوجستو" إلى تل أبيب فى يناير المقبل، كما أصدر تعليماتِه بإلغاء زيارات سفير السنغال غير المقيم إلى إسرائيل، إضافة إلى استدعاء سفيرها من أجل التشاور.
السنغال تدافع عن تصويتها.. ومتحدث الحكومة: ننسجم مع رؤيتنا الدبلوماسية
كانت السنغال قد دافعت عن تصويتها فى مجلس الأمن الدولى ضد الاستيطان الإسرائيلى فى الأراضي الفلسطينية المحتلة، بالضفة الغربية والقدس الشرقية، وقال الناطق باسم الحكومة "سيدو جواى"، إنه يجب الإشادة بموقف السنغال، لأن المجتمع الدولى يرحب بموقف السنغال، خصوصًا الدول المسلمة.
وأضاف المتحدث باسم حكومة "داكار": "حرصت السنغال على أن تكون منسجمة مع مبادئها ورؤيتها للدبلوماسية منذ 1975، إذ تترأس السنغال لجنة ممارسة الحقوق الراسخة للشعب الفلسطينى".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة