تونس تدفع ثمن "مساعدات الخليج" بـ"جر شكل" إيران وتستضيف مؤتمر "تحرير الأحواز".. طهران تعتبر انعقاده "استفزازا".. اللقاء يوصى بتخصيص مقعد للإقليم بالجامعة العربية.. ونشر التوتر داخل الجمهورية الإسلامية

الثلاثاء، 06 ديسمبر 2016 02:11 م
تونس تدفع ثمن "مساعدات الخليج" بـ"جر شكل" إيران وتستضيف مؤتمر "تحرير الأحواز".. طهران تعتبر انعقاده "استفزازا".. اللقاء يوصى بتخصيص مقعد للإقليم بالجامعة العربية.. ونشر التوتر داخل الجمهورية الإسلامية المال الخليجى يدفع تونس لمعاداة إيران
كتبت آمال رسلان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

اطعم الفم تستحى العين"، هكذا يقول المثل الشعبى، لكن فى عالم السياسة، اطعم الفم وأمر بعدها بما تشاء، الأمر الذى تجسد فى موقف السلطات التونسية تجاه إيران بناء بعد تدفق الأموال والمساعدات الخليجية.

لم ينقض سوى أسبوع واحد على المليارات الخليجية التى تساقطت على تونس لدعم اقتصادها المنهار خلال أعمال "المؤتمر الدولى للاستثمار تونس 2020"، وبدأت الدولة الإفريقية فى دفع الثمن مقابل حزمة المساعدات التى بلغت مليار و250 مليون دولار من قطر و800 مليون دولار سعودى و500 مليون دولار كويتى، بتوجيه ضربة لعدو الخليج الأول "إيران".

المال الخليجى يدفع تونس لمعاداة إيران

الضربة التونسية لطهران تمثلت فى استضافتها على مدار اليومين الماضيين مؤتمر لتحرير الأحواز بعنوان "لأحواز: إنهاء حالة الاحتلال واستعادة الدولة استحقاق تاريخى"، الذى يعد الأول من نوعه فى دول المغرب العربى التى يفصلها عن إيران آلاف الأميال.

 

المؤتمر الذى تم عقده بالتعاون بين حركة النضال العربى لتحرير الأحواز، ومركز الدراسات والبحوث العربية الأوروبية، حظى بتغطية إعلامية واسعة من قبل الإعلام الخليجى مما طرح علامات استفهام كثيرة حول الأيادى التى تقف خلف تمويله.

 

أكد نائب رئيس حركة النضال العربى لتحرير الأحواز، حبيب أسيود، على دور الإعلام العربى فى دعم قضيتهم، وقال: “إن الإعلام الخليجى خاصةً، كان نشيطاً فى تناول القضية الأحوازية، ولم يكتفِ بنقل الأخبار فقط، بل أفرد مساحات واسعة للقاءات الصحافية، والمقالات التحليلية، والتقارير الإخبارية، والبرامج التلفزيونية، الأمر الذى أزعج العدو الفارسى إلى درجة أنه أصبح يشن حملات معادية ضد صحفيين بعينهم”.

 

بوادر أزمة تونسية إيرانية.. تونس تبدأ بـ"جر الشكل"

كما حرصت السلطات التونسية على الترتيب للمؤتمرفى صمت وبهدوء ولم يتم الإعلان عنه إلا قبل انعقاده بساعات مما مثل مفاجأة للجانب الإيرانى، الذى أعرب عن غضبه مما يؤشر على بوادر أزمة دبلوماسية وسياسية وشيكة بين طهران وتونس، ونقلت الصحافة التونسية أن سفارة طهران طلبت إلغاء المؤتمر وأبدت استياءها من الندوة التى تم عقدها فى فندق يبعد عن مقر السفارة 200 مترا تقريباً، مما اعتبرته طهران محاولات استفزازية، وحاولت البعثة الدبلوماسية منع المؤتمر إلا أنها فشلت.

 

وأعلنت حركة النضال العربى لتحرير الأحواز، أن مؤتمر تونس هو مرحلة أولى من سلسلة فعاليات وأنشطة فى المغرب العربى، تهدف لكسب الدعم الرسمى والشعبى لنضال شعبهم ضد ما يسمونه بـ"الاحتلال الفارسى" على حد قول الحركة.

 

7 توصيات لمؤتمر الأحوازيين فى تونس

وخرج مؤتمر الأحوازيين فى تونس فى ختام أعماله بسبع توصيات، منها رفع مستوى قضية الأحواز إلى مستوى القضايا العربية الأخرى، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، باعتبارها قضيةً عادلة تمس ضمير الأمة وجزءًا أساسياً من أمنها القومى، والعمل على تدويل القضية الأحوازية سياسياً وحقوقياً وإعلامياً.

 

وذهبت التوصية الثالثة إلى تأكيد العمل على توفير الأرضية اللازمة لإعلان حكومة الأحواز فى المنفى، وطرح حق تقرير المصير للشعب العربى الأحوازى فى إطار الشرعية الدولية، مع ضرورة وضع القضية العربية الأحوازية فى المناهج التعليمية العربية.

 

كما تضمنت التوصيات دعم تمثيل القضية الأحوازية فى المؤسسات العربية على رأسها الجامعة العربية والبرلمانات العربية، على غرار مبادرة البرلمان البحرينى، والعمل على تكوين مؤسسات شعبية فى كافة البلاد العربية لمناصرة القضية الأحوازية.

 

وطالب رئيس كتلة التوافق الوطنى بمجلس النواب البحرينى النائب محسن البكرى، خلال المؤتمر، باعتراف عربى رسمى بالقضية الأحوازية، ومنحها مقعداً فى جامعة الدول العربية، ويأتى ذلك فى الوقت الذى أعلن فيه مجموعة نواب برلمانيون بحرينيون العمل من أجل الاعتراف الرسمى بالقضية الأحوازية، إضافة إلى ملتقى شبيه استضافته دولة الكويت، والدور الموريتانى الرسمى والشعبى فى التعريف بالقضية والتنسيق مع الفعاليات الأحوازية.

 

حركة النضال العربى: للسعودية دور بارز فى دعم الأحواز

وأشارت حركة النضال العربى لتحرير الأحواز بوضوح الى الدور السعودى فى دعم القضية، حيث أكدت فى بيانها الرسمى عن المؤتمر أن دعم قضيتهم يمكن أن يساهم إلى جانب التحرك السعودى بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، فى مواجهة ما أسمته بالمشروع الفارسى، ومؤتمر تونس شدد على أهمية ترتيب البيت العربى، ودعوة الأنظمة العربية إلى ضرورة استثمار الداخل الإيرانى، والرد بالمثل، لنقل المعركة إلى داخل حدود "العدو"، الذى لم يتجرأ على التدخل فى شؤون دول المنطقة إلا بعد ضمان احترامها للحدود، على حد قول الحركة.

 

2016 عام تصعيد قضية الأحواز.. الخليج يلاعب إيران

استخدام ورقة الأحواز ضد إيران من قبل الخليج ليست وليدة اليوم، لكن تصعيدها للواجهة ظهر بوضوح مع بداية العام الجارى 2016، وبدأ تحرك حثيث على نقل القضية الى مستويات أعلى. وفى هذا الإطار يأتى عقد أول مؤتمر فى دول المغرب العربى، والتعريف بها للرأى العام فى المغرب العربى وكسب دعمها، خصوصاً، بمشاركة أكثر من 100 شخصية سياسية وثقافية وإعلامية عربية.

 

وفى يناير الماضى بدأ الأحواز فى التحرك نحو العرب عامة والخليج خاصة، للمطالبة باعتراف بإستقلالهم حيث يعتبرون أن إيران احتلت منطقتهم وضمتها بالقوة والبطش، على غفلة من الزمن، حين كانت معظم الدول العربية تحت الاحتلال والاستعمار، واستطاع الفرس بمساعدة من الدول الكبرى أن تستولى على هذه الدولة العربية التى تقع على ضفاف الخليج العربي.

 

وبعدها بثلاثة أشهر توجه وفداً أحوازياً رفيع المستوى برئاسة الشيخ على جابر عبد الحميد وبرفقته رئيس المكتب السياسى لـ”الحزب الديمقراطى الأحوازى” الدكتور عارف الكعبى، الى جولة خليجية قيل عنها أنها هدفت للحصول على الاعتراف بالأحواز كدولة عربية محتلة من قبل النظام الإيرانى، تمهيداً لطرح ملف إعادة الشرعية لها على المجتمع الدولى، مع ما يرتبط به من حق مشروع بمقاومة الاحتلال، وتهيئة الأجواء للحصول على اعتراف عربى وإسلامى رسمى لاسيما أنهم يعتبرون أنفسهم جزءاً من الجسد العربى والإسلامى.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة