أبى
لمَ رَحِلْت عنى ياأبى !
و ترجلت عن قطار الحياة سريعاً
ولَمْ تنتظرني!
لِمَ نسيتنى بهذه الحياة الواهية،
أمقتها.
موتٌ بدونك،
لاأرغبها.
واقعٌ زائفٌ ودنيا قاتمة،
أزهدها.
لمَ تركتني!
وقد كنت البسمة الحانية التى تنير كوني،
وتهب الحياة لقلبي.
كنت ملاذى فى نوباتِ الشتاءِ العاصفِ بعالمي،
هذا البرد القاتل الذى لم يكن ليدفئه
إلا حضنٌ أختلسه منك فى لحظاتٍ خاطفة
من السعادةِ المارة بدربي.
أتذكرحكاوينا وضحكاتي!
أتذكر سؤالك لى عن هفواتي!
أتذكر كم سامحت من حماقاتي!
وكم كنت لى سنداً وأمناً فى أحلك اللحظات!
لِمَ ذهبت إذاً وخلفت هذا الفراغ بداخلي
هوةٌ سحيقةٌ من حنينٍ لا ينتهى
لذكرياتٍ لا تعود
وماضٍ قد مضى ساخراً من توسلاتي.
كم رجوتُهُ ألا يذهب!
كم دعوتُهُ ليبقى حاضراً ومستقبلاً
لا يدأب!
ولكنها الدنيا ياأبي،
فالوقت بها يتجدد.
فما لى أن أطلبَ خلودأ فى دنيا فانية
لا شيئٌ يبقى بها إلا ويتبدد!
كم كنت أحلُمُ أن تأخذنى معك أينما حَللْت!
دعائى لك ياأبي، إن شاء الله، فى جنة الخلد
حيث مالاعينٌ رأت ولا أذنٌ سمعت
ولا وَرَدَ على خاطرٍ أو قلب.
أنتظر ميعادى ياأبى كى ألقاك
بكل شوق
ليهدأ الفؤاد ويذوب الحزن والكرب
وتبقى لذة القرب.
أب وابنته - صورة أرشيفية
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة