محمد عطية يكتب: نحو إعلام هادف

الأربعاء، 06 أبريل 2016 12:10 ص
محمد عطية يكتب: نحو إعلام هادف ماسبيرو

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
حالةٌ من العبثيةِ واللاوعى وغياب الضمير، أبسطُ كلماتٍ بها يمكنك وصفَ حال قطاعاتٍ عريضة، فى مؤسسات الدولةِ وكذا المجتمع.

رؤى مشوشة، وأفكارٌ متذبذبة، وقراراتٍ عشوائية، تفتقرُ إلى العقل، أكثرَ منهُ إلى إمكانيةِ التطبيق، زيدٌ يعوّلُ على عمرو، وعمرو يُلقى اللومَ على زيد، وكلاهما يدورُ فى حلقةٍ مُفْرغة، فى مشهدٍ هزلى بائسٍ اعتدنا عليه مراراً.

والدولةُ إذ تغضُ الطرف عن هذا كله، غافلةً أو متغافلة، تجد نفسها فى مأزق بين الفَينةِ والأخرى !
ها هو الإعلام، أحدُ أهم ركائزِ الدولة وأعمدتها، والذى وُكِلَ إليه مهمةَ تقديم المعلومة المجردة، طبقاً لقواعد المهنية ومواثيق الشرف، ووجوبِ احترام عقل الجمهور، دونما سَوْسٍ لأحدهم أو توجيه، ها أنت تراه يضرب بالمهنة وأُسُسِهَا عرضَ الحائط، غير مكترثٍ بأى شئ، لتعود معظمُ الوجوه القديمة مرةً ثانية، تتصدر شاشات البللّور، لتصدر صدى صوتٍ كعجل السامرى، عبر خطابِ كراهية، قد زادت حِدَتُه هذه المرة، فكلٌ يبكى على منفعتِه، لكنّ مصرَ لا بواكى لها.

إشكاليةٌ حقيقيةٌ فى الطرحِ وتقديم المحتوى الملائم ،أزمةٌ شرَعنا فى تَلمُّسِ بوادرها، إثر هجمةٍ غاشمة قادها بعضُ المحسوبينَ على الوسط، هدفت لتغيير ثوابتِ المجتمع تارة، والعبثَ بعقولِ الجماهير ثانية، وسدَ أى مُتنفسٍ للحرية أو الرأى المعاكس ثالثة، مايفتح الباب على مِصراعيه أمامَ أسئلةٍ حيرى كثيرة.

شخصياً وبلا أدنى شك، أعى تماماً أن الحقَ مرٌ تحملاً وأداءاً، فكأنما هو السيرُ على حدِ السكين، لكن صعوبةَ المرحلةِ وحساسيةُ الموقف، تستدعيان تحملَ كلُ وطنى مسؤليته فى هذا التوقيت الحرج، أمام الله والشعب.

طوبى لمن أخذَ من التاريخ العبر، فقد قارب المشهدُ على الإنتهاء ؛ وتعين علينا نحن معشرَ شباب الوسط، تَحَيُّنَ كلِ فرصة، تهدُف لتصحيح المسار، وكشف الحقائق "مجردة"، كما هى بلا زيادةٍ أو نقصان؛ أملاً فى إعادةِ بناء جسور الثقة، وتعديل الصورة.. وإلا فنحن وحدنا الملومون، وعلينا وحْدنا تقعُ التبعات !








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة