أصدر مركز دراسات الأمن القومى الإسرائيلى "INSS"، التقرير الإستراتيجى السنوى لعام 2017، الذى يلخص أهم التهديدات الأمنية التى تواجه دولة الاحتلال، حيث وضع التقرير حزب الله فى مقدمة أعداء تل أبيب، فيما تراجعت إيران وحماس فى ذيل القائمة.
ويحظى هذا التقرير الذى تم تقديمه للرئيس الإسرائيلى روؤبين ريفلين، باهتمام كبير فى أوساط السياسيين الإسرائيليين، والعسكريين، ورجال الاستخبارات، وإعلاميين كبار فى إسرائيل، حيث عرض رئيس المركز الجنرال احتياط عاموس يدلين، الذى شغل منصب رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية فى السابق، التسلسل الهرمى للتهديدات فى 2017، حسب درجة خطورتها، وجاء على رأسها تنظيم حزب الله.
وذكر التقرير إن حزب الله يشكل التهديد الأكثر خطورة على إسرائيل بسبب تعاظم قوته العسكرية، بجانب وجود تهديد من إيران ومن حركة "حماس"، حسب صحيفة "يسرائيل هايوم، ومجلة الدفاع الإسرائيلية والموقع الرسمى للمركز.
رئيس معهد الأمن القومى الاسرائيلى والرئيس الاسرائيلى
خطورة حزب الله
وحسب التقرير السنوى فإن حزب الله يمتلك كميات كبيرة من الصواريخ يصل مداها لكل المسافات، وهى صواريخ دقيقة، كما يمتلك طائرات بدون طيار وقوات برية تتدرب على احتلال مستوطنات إسرائيلية شمال إسرائيل.
كما أوضح التقرير أن حزب الله لديه آلاف الصواريخ أرض – بحر المتقدمة، ودفاعات جوية من أفضل الصناعات الروسية، ووحدات برية جاهزة ومدربة جيدا.
تراجع خطر إيران وحماس نسبيا
وفيما يتعلق بالخطر الإيرانى، قال التقرير إنه تم تأجيله بعض الوقت نتيجة الاتفاق النووى الإيرانى مع الدول الكبرى فى صيف عام 2015، إلا أن المواجهة مع حركة "حماس" لازالت محتملة، وإمكانية حدوثها هى الأعلى من بين المخاطر الأخرى، والتقديرات أن حركة حماس ستحاول هى الأخرى نقل المعركة عبر الأنفاق إلى المستوطنات الإسرائيلية المجاورة لقطاع غزة.
وعلى الرغم من هذه التقديرات إلا أن الوضع الاستراتيجى لإسرائيل لم يتغير عليه الكثير خلال عام 2016، بل بالعكس كانت هناك العديد من العوامل التى أثرت إيجابياً على الأمن الإسرائيلى.
وجاء فى التقرير الإسرائيلى أن أول هذه العوامل الإيجابية، تراجع التهديد العسكرى المباشر عليها، فقد استطاعت تجنب خوض حرب واسعة، خاصة فى ظل تراجع كبير فى حجم التهديدات العسكرية لها من جانب الدول العربية المجاورة، كما ساهم توقيع الاتفاق النووى الإيرانى مع الدول الكبرى فى صيف عام 2015 فى تأجيل الخطر النووى الإيرانى المحتمل.
تراجع دور أمريكا بالمنطقة وصعود روسيا
وعلى الرغم من العوامل الإيجابية التى سردها التقرير فى الشأن الاستراتيجى الإسرائيلى، إلا أنه تحدث عن قضايا اعتبرها سلبية قد تترك أثرها على المدى البعيد، ومن هذه السلبيات حسب وصف التقرير، اهتزاز صورة الولايات المتحدة وتراجع اهتمامها فى الشرق الأوسط، وازدياد حجم التواجد الروسى فى سوريا والذى من شأنه تعزيز قوة إيران وحزب الله، وقد يحد من قدرة إسرائيل على التحرك فى المنطقة.
كما اعتبر التقرير الجمود فى العملية السلمية بين الفلسطينيين والإسرائيليين من العوامل السلبية بالنسبة للاستراتيجية الإسرائيلية، حيث أدى لارتفاع نسبة اليأس فى الشارع الفلسطينى مما دفع باتجاه التحريض والعمليات الفردية التى عبرت عن نفسها بعمليات الطعن والدهس فى نهاية عام 2015 وطوال عام 2016 الماضى.
التقرير الاستراتيجى الاسرائيلى
تقدير الموقف بالنسبة للإخوان
كما ذهب التقرير الاستراتيجى الإسرائيلى، لما هو أبعد من ذلك وتحدث عن وجود مساحة لأهداف مشتركة بين دول عربية وتل أبيب فى ظل الصراع الذى تخوضه الدول العربية السنية ضد الجماعات الشيعية وضد جماعة "الإخوان المسلمين"، وضد تنظيم "داعش" الإرهابى.
وخصص التقرير قسما كبيرا منه عن الوضع الراهن فى مصر والعلاقات بينها وبين إسرائيل، حيث تضمن هذا العام تقديرا مثيرا للاهتمام للباحث إفرايم كام، حول الوضع فى مصر.
وجاء فى الجزء المخصص عن مصر بالتقرير، إن الخطر الذى يشكله "الإخوان المسلمون" حول احتمال عودتهم إلى الحكم ليس كبيرا، ففى انتخابات عام 2012 عندما وصلوا إلى الحكم قد أثبتت أن لديهم احتمال كبير للحصول على دعم، ولكن جزءا من هذا الدعم قد تلاشى والخطوات المضادة التى اتخذها النظام أضعفتهم بشكل ملحوظ.
وأوضح التقرير، إن أعضاء بجماعة "الإخوان" مارسوا إرهاب الأفراد و انضموا إلى تنظيمات إسلامية متطرفة فى شمال سيناء وفى مناطق مدنية بعدد من محافظات مصر.
جانب من التقرير الاستراتيجى الاسرائيلى 2017 -2018
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة